وضعت الأمم المتحدة حجر الاساس في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان للإعلان عن البداية الرسمية لأعمال إعادة الإعمار هناك.

وكان المخيم قد دمر خلال القتال العنيف بين المسلحين الإسلاميين والجيش اللبناني عام 2007، حيث قتل حوال 400 شخصاً وشرد 30 ألف فلسطيني.

لكن ليست هناك أموال كافية لإعادة إعمار المخيم بالكامل وقد عبر بعض سكانه عن استهجانهم مع بدء العمل، حيث تجمع عدة مئات من اللاجئين الفلسطينيين على بعد 50 متراً من الضيوف الذين شهدوا الحفل وأطلقوا صيحات الاستنكار من خلف الأسلاك الشائكة.

واعترف بعض الدبلوماسيين الغربيين أن المناسبة ليست على درجة كبيرة من الإيجابية كما يأمل القائمون على أمرها.

فقد جمعت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) 43 مليون دولار فقط لإعادة إعمار المخيم، وهو جزء يسير جداً من مبلغ الـ 430 مليون دولار المطلوبة لانجاز المهمة.

يذكر أن الدول الخليجية لم تقدم المبالغ التي تعهدت بتوفيرها لإعمار نهر البارد.

ويعيش اللاجئون الفلسطينيون الذين شردوا بسبب حرب الحرب التي شهدها المخيم العام الماضي في المناطق المحيطة به ومن حولهم بقايا منازلهم المدمرة.
قنبلة موقوتة

ويخشى اللاجئون من ألا تتوافر للمجتمع الدولي الأموال اللازمة لإعادة بناء منازلهم إلى الأبد.

ويعتقد محمد -مثل كثير من اللاجئين- أنه حتى لو وفر المجتمع الدولي الأموال اللازمة، فإن ذلك لن يحل مشكلتهم في لبنان.

وانفجر محمد قائلاً "هذه ليست حياة، هذه ليست حياة، لا بد أن ننتقل إلى بلاد أخرى، ليست لدينا حقوق هنان لا حياة هنا، أين الحياة؟".

يذكر أن هناك أكثر من 200 ألف فلسطيني يعيشون في 12 مخيماً في لبنان.

وقد عاش الفلسطينيون هناك لأكثر من 60 عاماً منذ إنشاء دولة إسرائيل، لكن لا زال محظور عليهم العمل في 70 وظيفة وليس لهم الحق في التعليم الحكومي أو الرعاية الصحية، ولا يستطيعون التحرك بحرية أو شراء الأراضي.

وقد حولت هذه الظروف المعسكرات الفلسطينية إلى بيئة خصبة للتطرف، قنبلة موقوتة ستنفجر لا محالة كما وصفها تقرير صدر مؤخراً عن "مجموعة الأزمات الدولية".