ذكرتني يافارس
كان عندنا كرم صغير مخصص للعائلة و الأصدقاء. عنب بعل طبيعي بدون أسمدة كيماوية و بدون رش أدوية زراعية. عندما كان يفيض عن الحاجة كنا نبيعه مباشرة للناس دون الحاجة لمعالجة التجار. جربت بيعه في الحارة, كانت النسوة لا ترضى إلا أن تشتري من صندوق جديد (يسع 17 كيلو تقريبا) و عندما نحضر لها ماطلبت صندوقا عناقيده كـ "ثريات الذهب" كانت تقلب السحارة عاليها سافلها من أجل كيليين عنب, و تترك الباقي غير صالح للاستهلاك بعد أن فرط الكثير من الحب و الباقي صار شكلة معفوسا. دائما كنا نزيد في الوزن و نطلب سعرا لن تجد أرخص منه في المنطقة مع هذا كن يفاصلنني على السعر و عندما أوافق يشترون بالدين! وأهلي يصبروني و يقولون هم جيران أو من أهل الحارة.

جربنا مرة بيع العنب في منطقة صناعية حيث أغلب الموجودين رجال, أذكر أن حمولة عشرين صندوقا تنفذ خلال نصف ساعة و كل رجل يعجبه العنب يأخذ بالعشرة كيلو أو يأخذ سحارة بالكامل و بنفس سعر السوق. و مرت فترة لم نعد نحتاج لعرض العنب فقط صار عندنا مجموعة من الزبائن الرجال الدائمين و يكفيني أنهم يوصون على صناديق بالجملة و يدفعون مباشرة دون معاينة.
الحكمة المستنتجة: إما أن تبيع العنب للرجال أو اترك العناقيد على حالها طعاما للدبابير ولا تجرب أن تبيع للنسوان.