{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #76
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
"عندئذ سوف اخلق المتوحش ،و سيكون اسمه الإنسان .. نعم سوف اخلق الجنس البشري " مردوخ . أسطورة Enuma Elish

Array
أشكرك جدا أستاذ بهجت .
هل لي ببعض الاستفسارات بخصوص مداخلتكم الأخيرة ؟
.......................
- أحار أيضا في فهم كلمة (أساطير بدائية) هل هي عامة على كل ما أتى به الدين (أي دين من الثلاث) أم هي وصم نصم به كل محاولة عاطفية/روحية تحاول أن تدخل فيما ليس في دائرتها ، كالأمور العلمية من خلق الإنسان وعمره وتكوين الأرض والعالم ؟

[/quote]

يجعله عامر .(f)
يا صديقي ..
أنت تطرح قضايا كبرى ،هي طبيعة و دور الأديان ( خاصة الإبراهيمية ) و علاقتها بالألوهية ، و أيضا الميثولوجيا الدينية ، و لأني لا أريد أن نبحر بالشريط بعيدا عن المسار الذي حدده صديقنا بني آدم ، فاسمح لي بأن يقتصر ردي على ماله علاقة بنظرية التطور ، أي تحديدا أسطورة (ميثولوجيا) الخلق ، على ان يكون لنا عودة لباقي ما طرحته في مداخلتك .
في البداية أريد أن أؤكد أن هناك حرفيا ألوف الروايات الأسطورية التي تتحدث عن أصل الكون و الحياة ، كما أن هناك عدد من (التيمات) المشتركة والمكررة في الأساطير التي تتحدث عن أصل العالم ، و تتفاوت أهمية و تأثير الأساطير التي تتحدث عن أصل العالم من ثقافة إلى أخرى و من عصر إلى آخر ، ففي بعض الثقافات لم تحتل تلك الأساطير مكانة مركزية في المعتقدات الدينية بينما كانت هامة في ثقافات أخرى .
و يمكننا ملاحظة مسارات متعددة لأساطير النشاة و التكوين ، ففي المجتمعات ما قبل الزراعية ، تميل الأساطير إلى إفتراض قرابة وثيقة بين الإنسان و الحيوان ، بينما يختلف الوضع في المجتمعات الزراعية ، وهناك الكثير من المعتقدات التي ترى أن الحيوانات تتحول إلى بشر ،و أن هناك بشر من أصول حيوانية ، بينما تكون الآلهة على صورة حيوانات أو مزيج من البشر و الحيوان ، أما في المجتمعات الأكثر تقدما ، حيث يستأنس الإنسان بعض الحيوانات لصالحه ، فهناك تفرقة تامة بين أصل الحيوان و الإنسان .
تعرف بلاد بين النهرين Mesopotamia بأنها مهد الحضارة ، ففيها نشأت الزراعة و الكتابة و منها إنتشرت إلى الشعوب المجاورة ، شهدت الحضارة السومرية أول حروف للكتابة خطها الإنسان ،و شهدت أيضا أسطورة الخلق ، حيث كانت الأرباب تعيش على الأرض و تكدح فيها ، حتى قامت ستة من الآلهة بخلق البشر ليقوموا بالعمل بدلآ من الآلهة ، أما الحضارة البابلية التي خلفتها فعرفت نموذجا آخر من أسطورة الخلق ، ففي أسطورة إينوما إليش , Enuma Elish 1700 ق م ، يقوم الإله الواحد مردوخ بخلق الكون في ستة أيام ( بدلآ من 6 آلهة ) ، و بعد خلق السموات و الأرض خلق مردوخ البشر على شاكلته و جعلهم أزواجا ذكرا و أنثى ، و جعل البشر مكلفا بعمار الأرض و العمل بدلآ من الآلهة ، و قد صنع مردوخ البشر من دماء (كينجو) وهو إله قاد تمردا فاشلآ ضد مردوخ ، و نجد أن البشر في الأساطير السومرية بلا أي نوع من التكريم ، و لكن البشر في الأساطير البابلية لهم تكريم خاص نتيجة أنهم خلقوا من دماء إله هو كينجو ،و لأنه إله خبيث و متمرد فالبشر مازالوا يحتفظون بتلك الصفات الكريهة ، و هذا يفسر ميل البشر لإرتكاب المعاصي ، و تبنت الديانة اليهودية نموذجا مشابها لأسطورة الخلق البابلية خلال مرحلة الأسر البابلي ، في سفر التكوين Genesis الذي كتب عام 440 ق م ، وفي الأسطورة التوراتية هناك أيضا إنفصال بين أصل الإنسان عن الحيوانات التي وجدت قبل خلق الإنسان ، الذي تحقق له السيطرة على كل ما في الكون من أسماك و طيور و دواب الأرض ، و من الجدير بالملاحظة أن أسطورة التكوين في التوراة تتشابه مع نظائرها في الأساطير السومرية و البابلية ، بل وكل أساطير بين النهرين بأنها تتحدث عن وجود قطعان الأغنام ،و أن العمل هو الغاية من الحياة ، أي أنها جميعا تعكس حضارة رعوية زراعية ،و أن هناك إنفصال بين عالمي الإنسان و الحيوان .
شهدت بلاد الإغريق الميلاد الأهم للعقل البشري ، و هناك تفجرت عبقرية قلما يجود بها الزمان ، و كغيرها من الإبداعات البشرية شهدت ميثولوجيا الخلق تطورا كبيرا على يد الفلاسفة اليونان، و بالرغم من أن الفلاسفة الرواقيون كانوا ضد الخرافات و الأديان ، إلا انهم قدموا عالما تم تصميمه بذكاء و بواسطة خالق عاقل ، هذا الخالق ظل يدير العالم بحكمته السماوية ، و في عام 45 ق م ، كتب رجل الدولة الروماني الشهير سيسرو كتابا شهيرا هو ( طبيعة الآلهة ) الذي عرض فيه أكثر فلسلفات اليونان جرأة ، في هذا الكتاب الذي عرف بإختصار ب ( الطبيعة The Nature) ، تعرض فيه سيسرو بأسلوبه الاخاذ لأسطورة الخلق و الالهة و الكون ، وظل تأثير هذا الكتاب طويلآ حتى بداية المسيحية ، فقد تأثر به المسيحيون الرومان مثل القديس ( أوغسطين ) ، وهذا الكتاب يعرض رؤية حضارة المتوسط ( اليونانية – الرومانية ) للخلق و ما يرتبط به من أساطير و عقائد ، و فيه يلخص الحوارات التي ثارت مع و ضد مختلف وجهات النظر خاصة الرواقية الأفلطونية ،و هي التي كان لها التأثير الكبير على المسيحية تحديدا ، و يؤكد سيسرو أن الكون خلق من أجل الإنسان و بالطبع الآلهة أيضا ، و يمكن أن نقول أن الحضارة الهيلينستية بمنحاها الفلسفي ، هي التي وضعت نوعا من المنطق و التماسك للأساطير الشرق أوسطية القديمة في نماذجها السومرية و البابلية و العبرية .
و مما يدعو للدهشة أننا نجد أن هناك كثير من المقاربات في كتاب ( الطبيعة ) التي مازات تستخدم بقوة ضد نظرية التطور منذ أكثر من 2000 سنة و حتى الآن ، و السبب هو ببساطة أن الإغريق كانوا قد طرحوا بالفعل نوعا من نظرية التطور خلال افنتخاب الطبيعي منذ أكثر من 2000 سنة ، ومن المدهش ان داروين ليس أول من إقترح التفسير التطوري لتنوع الحياة على الأرض ، فقد سبقه الإغريق إلى ذلك منذ العام 2300 ق م ،و لكن المسيحيون الأوائل رفضوا تلك الأعمال كغيرها من الأفكار التي تتحدث عن تفسيرات طبيعية للظواهر الأرضية ،و بالتالي قاموا بإتلافها جميعا في نوبة من التعصب العنيف .
الخلاصة : أن أسطورة الخلق الخاص التي يؤمن بها معتنقي الأديان الإبراهيمية الثلاث ، هي تنويعات على أساطير بدائية كانت شائعة في الشرق أوسط القديم ، و أنه تم تطويرها خلال ثقافات عديدة حتى وصلت إلينا في شكلها الحالي .
.................................
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-13-2009, 02:05 PM بواسطة بهجت.)
03-13-2009, 02:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان - بواسطة بهجت - 03-13-2009, 02:03 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الأديان والديانات Free_Mind 0 749 06-15-2012, 05:24 PM
آخر رد: Free_Mind
  للتحميل: لماذا النشوء والتطور حقيقة راهب العلم 6 2,069 05-11-2012, 04:05 PM
آخر رد: راهب العلم
  مشكلة الابداع والتطور في العالم العربي mr.H 21 5,560 04-23-2012, 09:46 PM
آخر رد: طريف سردست
  أمامك طريق واحد: إسقاط النظام ! العلماني 0 674 04-06-2012, 02:48 AM
آخر رد: العلماني
  دراسة ( العرب والتطور الحضارى ) - الواقع والازمة بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 764 10-25-2011, 11:41 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 10 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS