بالعكس فستق :97:وجودك بهذه الصورة أثلج صدري بالفعل ، وجعلني سعيدا للغاية .. كلمتي في الأصل من باب المزاح فحسب .. دمت طيب القلب مرتفعا .
___________

بني آدم يا يمامة الآن ما عاد يحلم مضى زمن الأحلام ، وآن الأوان لعيش الحاضر ، هو قد كفر بغير العقل ، وإن كان لا يزال ممسكا بشعرة إبراهيم لا شعرة معاوية ..
من العجيب يا بني آدم أن الموقفين الذين ذكرتهما هما من جملة مواقف تأثرني للغاية ، كما تأثرني قصة حياة محمد صلى الله عليه وسلم صرف النظر عن الوقوف عند التفاصيل ، أو إعمال العقل ، فلو أعملت عقلك ونبشت في سيرة كل شخص تجله ما عاد قلبك ينبض لذكره ، فهذه التي أحبها وأبذل في سبيل إرضائها كل غالي وثمين وتخين ، وأرتفع بها على عنان السماء فقط لو انتبهت لتفاصيل حياتها وتوقفت قليلا لأحلل لانهار الصرح وما عاد من جمالها إلا ما أقنعت به النفس حين هيامها بها ..
حين ماتت تريزا -نور الله ضريحها- من آدمية حقة هناك من نبش والسيدة ماتت على الشرك والعياذ بالله وشكت و... و... إلخ ما يقول تحت بند (تشويه الجميل) عند من يعتبرونها إنسانة ، لكن من يقوم بالنبش لا يعنيه جمال ولا جميل ..
قصة محمد .. حياته .. نماذج من أتباعه مبهرة لحد لا حد له .. حين أراد أن يهنئنا الزميل النقي (فسـتق) استجلب صورة الصفاء والبياض والرفعة والعلو من الطيني إلى الروحاني العلي ، هي صورة يدين كل تابع فيها لمولانا الرومي وشمس أنارته (شمس تبريز) هذا رجل مسلم أو قل إنسان مسلم ، تكوينه بالمقام الأول يعود لمن (لمحمد) صلي الله عليه وسلم ، ألم يتدبر الرومي وتابع فحسب دون إعمال للعقل ؟ ربما فعل ذلك ، لكنه التمس ما يحيي طينته ووجده عند محمد ، وعلا به ، كما يلتمس السلفي القن! من تعاليم محمد ما يزمجر به ويكلكع ويصهل ويقلب حاجبيه ويطيل لحيته ، وكلهم من رسول الله ملتمس !
من يعمل مشرط العقل أيضا أصناف كثيرة هناك الحكيم الذي يمسك المشرط بغير سفه ، فرحا بالمشرط ، بحكمة، بوعي، بمهارة.. وهناك من هو مجهز قبلا للمبتور ولا يمسك إلا بما بتره مسبقا ليقنعك أنه قد تعب في تجهيز الوجبة .

في التراث جمال ، وقبح ، فتنة وطمأنينة ، حياة وموت وللعاقل أن يأخذ ما أراد ، يمر عليه مرور الكرام ، يبدع من جديد وينسى من رحل ، لكن ليفعل شيئًا ، أو ليصمت ..
نسيت أن أقول : ذكرني تعليقك بعبارة للكريم (بهجت) في أحد الموضوعات القديمة التي كتبها -أطال الله مقامه بيننا- قال : (أضاعوا محمدنا) للآن هذه العبارة أتمنى أن ألقى لها تحليلا لكن نهج صاحبها ألا يتحدث فيما هو ديني !

كم أرجو ما ترجوه يا بني آدم من مجالسة النبي محمد والحديث معه وسؤاله عن الكثير .. لكني لا أطمع في هذا كثيرا.. من اطمع في مجالسته بالفعل والحوار معه وسؤاله عن الكثير هو : الله !