السلام عليكم

فيما يتعلق بموضوع الاخلاق واللاديني او الالحاد, لا اعتقد ان هنالك علاقة مباشرة بين الاثنين, والاعتقاد بغير ذلك هو نوع من الاسقاط له تبريرات تتعدى " مسألة الاخلاق " من يقوم بها هو ادرى بمبرراتها. فاحيانا كثيرة تجد الكثير من المتدنيين لا يمتلكون اية نوع من الاخلاق, هؤلاء حالهم ليس الا " نفاق " يصبح فيه " الدين " هو" المسحوق " الذي يغسل كل " افعالهم " اللا اخلاقية.

لفت انتباهي ما " قالته " الزميلة هالة, وهي في ذلك اصابت " الحقيقة " رغم ان هذه " الحقيقة " لا يرتاح لها بعض من هم على " مذهب " اللادينيين, وهي ببساطة ان اللادينية هي في اساسها ضد الدين. فانت في نهاية الامر تحتاج الى " الدين " لكي تصبح " لا - ديني ". وقوف اللادينيين على النقيض من الدين ليس في مكان اخذ موقف حيادي من الدين , بل العكس, هو موقف سلبي يرفض الدين كظاهرة موجودة في حياة الناس بحجج ومبررات تأخذ منحنى " علمي ", كما هو الحال في حملة التبشير الالحادي التي تجتاح النادي, المفارقة في الامر, ان اللادينية اصبحت " ظاهرة دينية ". فترى البعض من اعضاء النادي يتحدث عن اللادينية او الالحاد ( وهما امران مختلفان لا يجتمعان ) بتعصب شديد لا يختلف كثيرا عن شخص " ديني اصولي " لا يرضى بان يتعرض احد الى دينه, بينما دين من يعارضه يصبح عرضة للشتائم والسب كونه ليس الا مجموعة من " الاساطير والخرافات " نحن بغنى عنه بينما اللا ديني هو " العلم العقلاني ". وما ان تنتهي " زفة العلم " حتى يذكرك انه لا يجبر احد في دينه ذلك انه في الاساس " لا ديني ". ومن ثم " يردح " بانه على كل حال الدين هو في الاساس حالة اختيار شخصية تعتمد على ما يرضاه الانسان لنفسه التوجه حيث اراد لها. كله جيد وممتاز الى حين يعترض " الديني " على ذلك, فنعيد الكرة مرة اخرى من جديد, عندها " يرمى " بانه لا يزال يعيش في العصور الوسطى داكنة الظلام ولن يخرج من ظلمته الى ان يقف في وجه " اللا اله " ويقسم امامه بانه لا اله له الا " اللا اله " ولا دين له الا " اللادينية " وانه مخلص الى مذهب " العلم والعقلانية " . كل هذا جيد, لكن بدون اية كلمة عن العلمانية او العقلانية او الديموقراطية او التنوير. اصنام " اللادينية " فمطلوب منك " صباح ومسا " على قول فيروز ان تصلي لها كلما تعرض لها " ديني ".