عندما كنت طفلة صغيرة كان أخي الكبير(f)مثل الأب في البيت تأثرت به كثيرا كان يعشق الشعر والأدب ودرويش ولكن يوما قرر أن يهاجر مرت به أيام عصيبة حتى رأيته يوما يبكي ؛ بعدها هم بالرحيل قلت له ومن سيسقي الأرض قال لي عيناكي؛ قلت له أكتب لي شعرا للذكرى كتب قائلا :

سعداء نحن
نعيش ، كما لا يعيش احد،
قبرنا واسع وجميل،
عصرنا غامض وثقيل،
ندفع اليأس بالأغنيات،
ونداري كآبتنا بالجميل من الكلمات
ونحب ـ علي قدر ما نستطع ـ الحياة
ولكن حين ندعى إلى موتنا سنموت
...كما لم يمت أحد.

قلت لمن هذا الشعر قال من الشام للشاعر نزيه أبو عفش(f)؛
حينها وبحكم سني 6 سنوات لم أفهم شيء من تلك الأبيات وحتى الشام كنت أضنها مدينة في موطني حين أدرك أني تائهة بين السطور قال لي العالم كبير جدا والحياة صعبة جدا يا صغيرتي ولكن تذكري دائما أن الصعاب بداية النور وكما هناك طرق مقفلة ؛ هناك طرق مفتوحة ولكن تأخذك للتهلكة ؛ فلولا الموت لكرهنا الحياة ولولا الحياة لما كان هناك تصور للموت وقال لي إزرعي إبتسامات كثيرات ستجنين خيرات ومسرات

قال لي إنتظريني فيوما سترمقيني آتيا من ذلك الطريق

مرت أيام وسنين وحقا رمقته عاد أخي والصغيرة كبرت وأصبحت تعشق الشعر

تذكرت حينها مطلع قصيدة لسميح القاسم(f)

أشدُّ من الماء حزناً

تغربت في دهشة الموت عن هذه اليابسه

أشدُّ من الماء حزناً

وأعتى من الريح توقاً إلى لحظة ناعسه

وحيداً. ومزدحما بالملايين،

خلف شبابيكها الدامسه..

*

تغرٌبت منك. لتمكث في الأرض.

أنت ستمكث

(لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض)

لكن ستمكث أنت،

ولا شيء في الأرض، لاشيء فيها سواك،

وما ظل من شظف الوقت،

بعد انحسار مواسمها البائسه..

منذ ذلك الوقت ظل تصوري للحياة أو بالأحرى حياتنا مثل الأرض يحييها الغيث ويقتلها الجفاف

شكرا لكل من كتب هنا؛ إستمتعت كثيرا بقراءة الردود

(f)