المرضى بعمى الألوان من النوع الثنائي غالباً لا يستطيعون التفرقة ما بين الأحمر والأخضر , وأحياناً تصبح الرؤية لديهم لا تتعدى الألوان الثلاثة : أسود , أبيض , رمادي , لأسباب جينية أو مكتسبة ..
أياً كانت الأسباب تهمني نقطة واحدة هنا , وهي كيف يكتشف المصاب بعمى الألوان أنه أعمى ؟
هناك فحوصات خاصة لهذا المرض بطبيعة الحال , ويجريها الأطباء للمرضى , لكن كيف يأتي المرضى للأطباء , مم يشتكون ؟
_ والله أنا ما أقدر أشوف اللون الأحمر , أشوفه أخضر !
لو سأله الطبيب كيف عرف عن مشكلته هذه ماذا سيقول ؟ إما أنه كان صغيراً ولاحظها فيه أحدهم أو أنه أكثر من حوادث السير عندما قاد سيارة لأول مرة لأنه يقطع الحمراء ويقف أمام الخضراء ! , أوكيـــه جميل , هنا تم اكتشاف العلة أو الأدق الاختلاف .
ماذا لو كانت في البشر أمور غير قابلة للاكتشاف السهل , مثال مشابه : رؤيتنا للألوان , من يجزم بأنها متماثلة ؟
إذا كان الأزرق لدي أصفراً , فإنني لن أسميه أصفراً بل سأسميه أزرقاً لأن الجميع سيطلق عليه أزرق كما يرونه , بينما أنا أثق تمام الثقة فيما يقولون وأعتمد على تجربتهم السابقة ووجودهم الأسبق لأنفي شكي بما أرى , وكذلك الأمر بالنسبة للأزرق لدي سأسميه أصفر كما لديهم .
لكن هذا لن يمثل الحقيقة , وهنا سؤال : هل الحقيقة هي ما يحدث أم أنها ما يُتعارف عليه , وكيف يتم إثبات ذلك !

هذا مثال بسيط جداً جداً لتوضيح الفكرة فقط , ولكم أن تجعلوه أوسع من ذلك , يشمل هذا رؤيتنا للأمور من حولنا , انطباعاتنا عن الأحداث , المخلوقات , الأخلاق وغيرها ..

حد فاهم حاجة يا جماعة ؟
معليش سامحونا بقى , هذه أول مشاركة فعلية في النادي وستكون مرتبكة بعض الشيء ..
شكراً لمن قام بتسجيلي بالمقام الأول ولمن يقرأ (f)(f).