خسارة !!

أعتقد بأن أفضل الحلول "لنا" (كعرب) هو "إيران ضعيفة" من خلال ضربة عسكرية أمريكية قاصمة. فإيران القوية، على مدى تاريخها كله (منذ "كورش" في القرن السادس قبل الميلاد مروراً "بقمبيز" و"دارا" وصولاً إلى "الأكاسرة" "فبني بويه" وحتى اليوم) عبارة عن مشروع توسعي إلى الغرب (الوطن العربي). المشكلة الأكبر هي أننا - كعرب - لسنا في حضرة دولة إيرانية متحضرة قد يكون في توسعها وقوتها ما يعزز الجوانب الحضارية والحداثية في عالمنا، ولكننا في مواجهة "ثيوقراطية دينية" قوتها تُعزّز دائماً قوة الحركات "الراجعة إلى الخلف" في عالم عربي يأكل وجهه الدين والهلوسات الميتافيزيقية.
عموماً، هذه سياسة، والجميل بالسياسة أنها قد تتغير حسب الظرف والمناخ. وإن كانت إدارة أوباما تبدو متفائلة - في أول عهدها - بإمكانية فتح صفحات جديدة مع هذه الفاشيات الدينية، فلسوف تجد عما قليل الطريق مسدوداً مع هذه الأنظمة الآتية من عهود قديمة، عندها قد ينسكب الزيت على النار.

أخيراً، الخطأ هو خطأ "إدارة بوش"، فالإدارة العقيمة السابقة كان بإمكانها استغلال ظرف 11 سبتمبر وضرب القوى الرجعية في عقر دارها، أعني ضرب "السعودية وإيران" تحديداً. ولكنها عوضاً عن هذا - ولأسباب بعينها مثل "مصلحة إسرائيل" و"الحسابات الاقتصادية" - فضلت احتلال العراق واشتغلت بالبردعة ونسيت أمر الحمار ...!!!

خسارة!!! ولكن من يدري، فلربما استفاق الغرب يوماً من سباته قبل أن تمتلك إيران الرادع النووي وفهم بأن "نظام الملالي" (شأنه شأن نظام الوهابيين في شبه الجزيرة) لا أمل فيه، وإن لم يكن تقويضه متاحاً (لاعتبارات دينية قبلية شعوذاتية) فإن بالإمكان تحجيم قوته من خلال ضرب منشآته وإحكام الحصار حوله.