خاطرة بخصوص نظرية التطور

يعمد البعض إلى الإيحاء بأن نظرية التطور قد تم إثبات خطأها ويعتمد فى هذا التدليس على بعض التعديلات التى أدخلت عليها نتيجة لتطور العلم والمعرفة مثل إكتشاف الDNA وتركيبه فى أواسط القرن العشرين وحقيقة الأمر أنه وكما تمت إعادة قراءة قوانين مندل للوراثة فى ظل هذا الإكتشاف الجديد فقد حدث نفس الشئ بالنسبة لنظرية التطور لأنه ببساطة نظرية التطور ليست كتابا مقدسا لايجوز المساس به أو إجراء تعديل عليه ولكن لما كان منتقدى نظرية التطور فى جلهم من أصحاب العقلية الدينية فهم يعتقدون أن تطوير شئ وتعديله هو مساس بالثوابت وهدم لها لأن عقولهم المتكلسة بفعل الدين غير قادرة على إستيعاب أن التغيير والتطور هم سنة الحياة, لكن لو إبتعدنا قليلا عن نظرية التطور المسببة للحساسية وأخذنا أى نظرية علمية أخرى سنجد أنه منذ خروجها للوجود جرى عليها الكثير من التطوير والتعديل والإضافة ولكن هذا لاينفى صحة النواة الصلبة للنظرية.... مثلا نظرية دالتون للذرة والتى خرجت للوجود فى أوائل القرن التاسع عشر والتى من ضمنها أن الذرة هى أبسط وحدات المادة ولايمكن تقسيمها إلى وحدات أصغر, بالطبع اليوم كلنا نعرف أن الذرة يمكن تقسيمها لوحدات أصغر لكن هذا لايعنى بأى حال أن نظرية دالتون للذرة أنهارت بل مازالت لليوم هى العمود الفقرى لعلم الكيمياء الحديثة, ونفس الأمر حدث بالنسبة لنظرية التطور فنظرية التطور اليوم ليست نسخة كربونية من نظرية التطور كما وضعها داروين لأنه قد جرت تحت الجسور مياه كثيرة منذ أن خرجت للنور ولكن هذا لايعنى بأى حال أن نظرية التطور قد إنتهت ولكن تطورت ومازالت هى العمود الفقرى لعلم الأحياء الحديث ولكننا أبدا لن نسمع رجل دين أحمق يصب جام غضبه على دالتون ونظريته الملعونة ولكنه دائما المسكين داروين... لك الله ياداروين!