أخي العزيز كفافس:

المقاطع التي طالعتها بهدف تفنيدها من كتاب مصطفى محمود الله والإنسان هي مقاطع بديعة وتدل على عقل متفوق جداً ولكن من يقدر أن يلحق به ويلاحق عليه؟! من يقدر أن يفهم كلام مثل هذا؟ أكثر الناس تريد من ينهق أو ينعق وكثيراً ما يضطروننا لمجاملتهم أو بالأحرى منافقتهم لأنهم لا يتحملون الحقيقة بكل ما فيها من جمود وبرود لأنها تصفع وجوههم وبقوة. اندهشت أن هذا الفكر الكلي الكوني خرج من مفكر أو إنسان مقيم في مصر حيث إننا في مصر إما مسلمون أو نصارى وما خلا ذلك فهو من قاع جهنم.

أقترح أن لا تتخلى عن حقك في مطالبة من استعاروا الكتاب بإرجاعه. هذا عيبنا يا عرب أننا فعلا لا نحترم أحقية الآخرين في أنهم سمحوا لنا باستعارة أثمن ما يملكون وليس الكتاب الذي نستعيره ملكنا. ارجع واطلب منهم أن يعيدوا الكتاب أو يشتروا لك كتاب مثله من سور الأزبكية. في الوقت ذاته تابع مع الناس اللي في سوق الأزبكية وشوف يمكن تلاقي حد ربنا يحطه في طريقك ويأتيك من حيث لا تدري. في الحالة دي إما تعملي لي فوتوكوبي وأعمل له سكان أو تقوم مشكور بعمل له سكان.

أياً يكن الأمر: الكتاب يمثل ظاهرة مؤلمة وهي أن إمكانية الفكر المستنير ممكنة جداً في مصر ولكن مجتمع الرعاع يضطرنا كثيراً لأن نقول لهم ما يناسب وعيهم الصبياني فنقول لهم مثلما يعمل مصطفى محمود الآن: شفتوا الفيل.. يا سلام على خرطومه ويا سلام على جماله وياختي عليه كوتومتو.. يا سبحان الله. شفتوا بقة ربنا موجود إزاي؟ ونمصمص شفايفنا وأشياء أخرى في مجتمع وعيه أي كلام.

هات كتاب لواحد متفوق ذهنياً وشوف كام واحد يستوعبوه. كام واحد يستوعبوا نيتشه مثلا! أغلب الناس بهايم ولله الحمد والمنة.

نهارك أو مساءك جميل يا جميل.