[U]
إيلاف:البحرين تعتقل ناشطاً إعلامياً إلكترونياً
نصر المجالي GMT 16:15:00 2005 الإثنين 28 فبراير
نصر المجالي من لندن:
إعتقلت السلطات الأمنية في مملكة البحرين البارحة المشرف العام على ملتقى البحرين الإلكتروني علي عبد الإمام (27 عاما)، كما اعتقلت شقيقته فاطمة (32 عاما) وهي تعمل مدرسة في مدرسة حكومية، إلا أنه سرعان ما تم الإفراج عنها، وفي الوقت الذي التزمت فيه المنامة الصمت على نبأ الاعتقال وتجاهلته وسائل الإعلام والصحف الصادرة اليوم، إلا أن الموقع الإلكتروني تحدث من على موقعه على الشبكة العنكبوتية عن ذلك، مشيرا في بيانه إلى أن علي عبد الإمام أول مواطن عربي يُعتقل على خلفية النشاط الإلكتروني، وكان الملتقى تعرّض أكثر من مرة للغلق غير قانوني من قِبل شركة بتلكو وبإيعاز من السلطات الحكومية، إلا أنه لم تصدر هناك أية أوامر قضائية بهذا الشأن.
واعتبر عدد من الجهات الحقوقية قرار الاعتقال مسّاً بحرية التعبير وانتهاكاً لحقوق النشر الإلكتروني، وقال الموقع في بيانه إن "اعتقال المشرف العام للملتقى يعزّز واقع القمع المقنن الذي تعانيه البحرين، وهو الواقع الذي ندّدت به كافة الجمعيات والجهات الحقوقية والسياسية في البلاد، وقد صدرت بيانات وتقارير مختلفة تدين تراجع الحريات وصدور القوانين والمراسيم التي تحدّ من ممارسة المواطنين لحقوقهم الطبيعية واستمرار تطبيق قانون العقوبات والمطبوعات التي تنتمي لحقبة أمن الدولة وتعزّز من سياسة القمع العام"، وطالب السلطات الأمنية في المملكة بالإفراج عن علي عبد الإمام فورا ودون قيود أو شروط تنتهك حرية الإنسان وحقوقه الأساسية.
وتستضيف المنامة منذ يوم أمس أعمال ندوة (الوسطية بين النظرية والتطبيق) التي تعقد بدعوة من منتدى الفكر العربي الذي يرئسه ولي عهد الأردن السابق الأمير الحسن بن طلال، ورعى انطلاق الندوات عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بكلمة ألقاها عنه وزير الديوان الملكي، وبمشاركة عدد كبير من الشخصيات الفكرية والنخب الثقافية العربية. وتأسس منتدى الفكر العربي في مطلع الثمانينيات الفائتة لوضع أسس فكرية عربية لمواجهة العديد من القضايا الجدلية المطروحة لمواكبة تطورات العصر.
يذكر أن صداقة قديمة تعود لأكثر من ثلاثين عاما تربط بين الملك حمد والأمير الحسن، حين كانا وليا عهد بلديهما، وزار الملك البحريني في الأسبوع الماضي صديقه أثناء زيارته للعاصمة الأردنية.
وأعرب عاهل البحرين عن اتساع رحاب مملكة البحرين لاحتضان دورة (الوسطية بين النظرية والتطبيق) كتعبير عن حالة التوازن والاعتدال وكحاجة ماسة إلى البشرية جمعاء في التوصل إلى القيم الحضارية والرقي بالمواطن الإنسان، مشيرا إلى أن هذا الحضور ليس بغريب على البحرين التي دأبت على استضافة أهل الفكر والسياسة والاقتصاد منذ أن تنورت بالتعليم الحديث وتطلعت إلى اللحاق بالنهضة القومية والإنسانية.
وأضاف: أن احتضان مملكة البحرين لمنتدى الفكر العربي في ندوته الحالية جاء في ظل ارتفاع سقف الحريات السياسية والفكرية وتعدد نوافذ الاجتهاد والحوار بين الجميع، حيث استرد مجتمعنا عافيته لتحقيق المزيد من الحرية والديمقراطية والتطور الحضاري وذلك في ظل المشروع الإصلاحي الذي نادى به زهو "الميثاق" وصوت عليه شعب البحرين في الاستفتاء العام، منوها أنه من محاسن الصدف أن ينعقد هذا المنتدى في نفس الشهر الذي صُوت فيه على ميثاق العمل الوطني قبل سنوات، والذي سوف تظل ذكراه حاضرة في تاريخ البحرين الحديث مما يدفعنا إلى مواصلة مسيرة الإصلاح في مختلف مجالات الحياة وذلك بالتوافق مع شعب البحرين.