لم أعرف بمصطلح "سارية السوّاس" إلا من منتدى سوري .. ولما سألت عنها أدركت أمرين :
- أمست ظاهرة تجتاح الشارع السوري "وربّما غيره من الأزقّة والشوارع" .. وقد سبب لي ذلك "معضلة فلسفيّة" شبيهة بالتي يعاني منها الزميل "عوليس" .. فضربت على "لحيتي" وشددتها طولاً وعرضاً .. إقبالاً وإدباراً .. ولوّحت بها يمنة ويسرة حتى انتبجت وتشعّثت .. ثمّ فركتها فعركتها فعصرتها .. فانتهت حينها "معضلتي الفلسفيّة" وشعرت براحة ونشوة فلا مبالاة ..
صدق فرويد حينما أرجع كلّ المعضلات النفسية والفلسفيّة إلى اللحى .. ومن فضائل الطبيعة التي وضعت في سريرة الإنسان القلق و"العصابي" وحياً "يوحى" .. أنّها منحت الإنسان أيضاً لحية –إن عمل لها واجتهد- "تُلحى" ..

- كثرة الروايات والأساطير التي تحاك عنها وهذا ما لم يسبب لي معضلة فلسفيّة .. فلم أقم بحث منهجيّ يفصل بين الصحيح منه و الباطل .. يُقال مثلاً أنّها كانت تعمل كـ"عاهرة" .. وقد قامت باستدراج أحد منفّذي العمليّات التخريبية –تفجير سيارة في مطار دمشق- ومن ثمّ سلّمته للسلطات .. فسُجنت معه فترة ثم أطلق سراحها كبطلة وطنيّة –وللأمانة أرى أنّها مازالت تقوم بمهامها الوطنيّة بأكمل وجه-.. ويقال أنّ هذا الشخص هو "سعودي" وهو ابن السفير السعودي (الحالي أو السابق أو ممكن اللاحق) في سوريا .. لا أعلم شيئاً عن السفير السعودي ولا أذكر حادثة التفجير التي حصلت –إن حصلت- في مطار دمشق .. إلا إني أنقل ما سمعت ..

إن أتينا للجدّ قليلاً .. فقد فاجأني موضوعك هذا عزيزي "عوليس" .. على الأخص أنني كنت قد علّقت منذ أيام –فترة تعرّفي الأولى بمصلح سارية- على موضوع تحدّث عنها في مكان ما على الشبكة .. ولست أدري فعلاً إن كنت قد "لقطت" تعليقي ذلك فربطتني بها .. أم أنّها رمية من غير رامٍ ..
شخصياً .. ومن خلال سماعي ومشاهدتي لأغنية أو اثنتين لها على اليوتيوب .. لم تجذبني جذب "نانسي وهيفاء" .. بل إنّي استغربت ممن يبلغ فيه تأثير "كأس العرق" مبلغ احتمال هذا التلوّث السمعي .. وللناس في النهاية ملل ومذاهب ..
إلا إني أؤمن بحق وجود أي لون – فنّي وسمّه لا فنيّ إن أردت- .. لكنني أجد المشكلة – التي تنعكس عن حالة التردّي الحضاري والثقافي بطبيعة الحال- في "الاصطفاء الطبيعي العكسي" الذي تمارسه هذه الظواهر على غيرها الأرفع قيمة .. فـ"نانسي" و"إليسا" وغيرهنّ –صبايا لذيذات- .. لكن أين "شربل روحانا" و"زياد" و"مرسيل" و"نديم محسن" و"لينا شمميان" و"أميمة الخليل" في المقابل !!
في الغرب .. نجد "الروك" و"الراب" و"الستربتيز".. ونجد في المقابل الجاز والنيو إيج .. وعروض "البلشوي" ..

حسب فرويد .. الفن هو "تصعيد أو "إسماء" جنسي" .. إلا إنّي آسف أنّ السائد منه يتحوّل إلى "تعبير جنسي" .. لا "تصعيد" ..

خوليو