اقتباس:هل الديموقراطية خطر على الأقليات ؟
وهل تقبل الأقليات باللعبة الديموقراطية فعلا ؟ أم أنهاتنظر إليها على أنها لعبة مجهولة و محفوفة بالمخاطر رغم كل هذا الكم الهائل من الشعارات التقدمية ؟؟
لا أظن بأن مشكلة الأقليات هي مع "الديموقراطية" .. ولكن تخوف الأقليات - كما أحسبه - ناتج من وصول ديكتاتورية أخرى شمولية تتنضد على أغلبية دينية طائفية وحكم أصولي ثيوقراطي ...
المشكلة في "أوطاننا" أنها ما زالت تقدم "الطائفة والعشيرة والعرق" على "المواطنة" ... لذلك فإن تصرف الأقليات محكوم بالحذر والتشنج والترقب والتخوف وتقديم مصالح ضيقة على حساب مصلحة "الوطن الكبير"، لان الأغلبية أيضاً تفعل هذا منذ قرون طويلة .. ولنأخذ "سوريا" مثلاً ...
عندما تكون الفئة المعارضة الكبرى في "سوريا" هي من "الإخوان المسلمين" فهل على الأقليات الدينية من حرج إن تعاملت بحذر وخوف وترقب مع طرح سياسي مغلف بالديموقراطية ذو لب "ثيوقراطي قروسطي" لم يفهم بعد معنى "المواطنة" و"شراكة الدم والتراب والتاريخ والمصير"؟
هل على "السوري" لو قال لك "عضة البعث ولا بوسة الإخوان" من حرج ؟
عندما نتكلم عن "دولة دينية" فلا مجال للكلام عن "ديموقراطية"، وعندما تكون مرجعية الدولة عند "الإخوان" في "دين الإسلام وشريعته" فإن هذا يعني "ضرب الأديان الأخرى والطوائف الباقية بالجزمة القديمة" - ولطالما ضربوا في سوريا بالمناسبة - فلماذا لا تتعامل الأقليات مع طرح كهذا بخوف وحذر؟ وهل هذا الطرح هو الديموقراطية ؟
"الديموقراطية" لا تعني "شرعة الأغلبية" فقط، ولكنها نظام كامل متكامل يبني البلاد على أساس من الحريات والمواطنة والمساواة في القانون وأمام القانون .. الديموقراطية ببساطة تعني المجتمع المدني الذي لا يستطيع أن يتنضد إلا على "علمانية سافرة ظاهرة" وليس على طرح "إخواني" مبطن بالانقلاب عليها في ساعة معينة وممارسة ديكتاتورية الأغلبية ...
من هنا فإن الكرة -عندي - ليست في ملعب الأقليات، بل هي في ملعب الأغلبية السنية السورية ... فلقد حان الوقت كي تقول "الأغلبية السنية" كفى "للإخوان المسلمين" ولكل نهج طائفي بغيض ... وبعد هذه "الكفي" فقط سوف تجد الطوائف قد تآخت وتعاضدت في بناء "الوطن الواحد".
الكرة في ملعب "الأغلبية" السنية" التي عليها أن تتبنى "علمانية" واضحة غير مخاتلة وتلقي "بالطائفيين" من مثل "الإخوان" إلى مزبلة التاريخ، فبالعلمانية وحدها تعيش الديموقراطية لا غير ... فقط مع هذا التبني الواضح "للعلمانية" يبدأ عهد من بناء الثقة في مجتمع ووطن تزني به الطائفية منذ قرون طويلة وليس منذ اليوم.
يبقى أخيراً بأن السؤال "مغلوط" من أساسه .. لأن "السؤال الأول" الذي يجب أن يسأل عنه المرء هو : هل تقبل الأغلبية "الطائفية" باللعبة الديموقراطية حقاً؟ أم أنها تعدها رجس من عمل الشيطان وخدعة شعاراتية في سبيل ديكتاتورية شمولية دينية؟
واسلموا لي
العلماني