تحية عزيزة لكل المشاركين و للأخ بهجت صاحب الموضوع

حصل معي بعض الإلتباس في قراءة العنوان أود أن أوضحه كي أستشف إجابة شافية

أفكار سريعة لتوضيح بعض هذه الالتباسات
:



العلمانية لا علاقة لها باللإيمان...
الرئيس الفرنسي السابق شيراك كان يواظب على الكنيسة وهو متدين أكثر من اليمني المتطرف لوبين زعيم حزب الجبهة القومية الفرنسي وهو نفسه-الرئيس الفرنسي السابق- من وقع أخطر قرارات العلمانية في فرنسا بعد انتشار المد الديني ومظاهره في المدارس" إلغاء الحجاب" وهو قرار لم يستطيع اتخاذه الكثير من الزعماء الاوربيين العلمانين"؟؟"
العلمانية لا تعني أبدا الإلحاد النظام الشيوعي كان ملحداً تماماً ولكن لا يؤمن بالنظام الديموقراطي...

العلمانية ببساطة شديدة : فصل الدين عن الدولة و إلغاء الدور السياسي للدين: الدين لله والوطن للجميع
وهي البنت الشرعية للديموقراطية السياسية أو التعدد الحزبي وحرية الانتماء السياسي
أي تقبـّل الآخر ومشاركته في العملية الديموقراطية السياسة التي تحكم النظام في الدول الغربية: الديموقراطية لا تقبل أبدا نقيضها "لا ديموقراطية لأعداء الديموقراطية": شعار الثورة الفرنسية
الديموقراطية تحتوي التناقض وترفض نقيضها... ففيها يقف الملحد الذي يرفض الدين تماماً الى جانب المؤمن المتدين طالما كل واحد يحترم حق الآخر


ومن هنا يقف العلماني المؤمن سني كان أم شيعي مع حزب الله
ما دام هذا الأخير يقبل الإختلاف ولا يسعى الى نفي الآخر ويشارك في العملية الديموقراطية "المغرب العربي متقدم جدا في هذه التطورات حيث يقف الإسلاميين في المغرب تحت نفس القبة البرلمانية التي يقف فيها اليسار المغربي"
"كذلك في الأردن الى حد ما حيث يقف الأخوان المسلمين قرب الحزب الشيوعي الاردني تحت قبة البرلمان وفي النقابات المعارضة"

ولا مكان بالطبع لهذا الإسلامي إذا قاده تطرفه الى هدف القضاء على الآخر وعلى العملية الديموقراطية ومن هنا يختلف جذريا موقف حزب الله من عملية المشاركة في القرار السياسي على النقيض تماما من تنظيم القاعدة التي لا تسعى إلا إلى ضرب البنية السياسية للوطن و للنظام والغاء الآخر -الأقلية والتعددية- بتخوينه وتكفيره


هنا علي أن أقف قليلاً لأقولّّ كعلماني ملحد مؤمن بالنظام الديموقراطي : إني لا أرى أن إيران تتجاوز هذا الدور التعددي لا في الوطن العربي ولاعلى الصعيد العالمي _ تفرض نفسها بأنها آخر وتقبل بوجود الآخر_ "حتى أن فيها واحدة من أنشط الديموقراطية في العالم الثالث: انتخابات مباشرة وتبادل للحكم بين تيارات مختلفة تتبادل المواقع.. كما أن للمعارضة- ضمن نظامها كجمهورية إسلامية- دور فعال ومؤثر في الشارع السياسي" كما " أظن أن للحوار الامريكي الايراني المباشر الذي بدأ مؤخراً دليلا ًعلى هذا الدور التعددي"
إن في ايران الإسلامية ديموقراطية سياسية تفتقدها أنظمة علمانية عربية ديكتاتورية سيئة الذكر
كما النظام الشيوعي السابق كان ملحداً ولكنه لا يتقبل الآخر ويمنع الحرية السياسية والديموقراطية... فآل الى الزوال..
لا علمانية مع الديكتاتورية أيا كانت...

أما أنا شخصياً فلي أكثر من موقف من الديموقراطية الغربية بحد ذاتها ومن العلمانية بشكل خاص
ولكن ضمن تصنيفات العلمانية والديموقراطية سياسياً لا أجد بداً من تقبل حزب الله كشريك سياسي وخصوصاً إذا كان يمارس استراتيجية المقاومة التي أومن بها وكذلك الجمهورية الإسلامية الايرانية بما أنها لم تمارس إعتداءً مباشر و ملموساً كالتي تمارسه اسرائيل : مثـال الديموقراطية الأخرى التي لا تتقبل الآخر وهي نفسها التي أنجبت _هتلر وموسوليني في ظلالها الدافئة...



شكرا للحوار الهادئ النظيف وعلنا نغني بعضنا البعض


وروووووووود للجميع
:wr: