Array
تحية عزيزة لكل المشاركين و للأخ بهجت صاحب الموضوع

حصل معي بعض الإلتباس في قراءة العنوان أود أن أوضحه كي أستشف إجابة شافية

أفكار سريعة لتوضيح بعض هذه الالتباسات
.............................
ولكن ضمن تصنيفات العلمانية والديموقراطية سياسياً لا أجد بداً من تقبل حزب الله كشريك سياسي وخصوصاً إذا كان يمارس استراتيجية المقاومة التي أومن بها وكذلك الجمهورية الإسلامية الايرانية بما أنها لم تمارس إعتداءً مباشر و ملموساً كالتي تمارسه اسرائيل : مثـال الديموقراطية الأخرى التي لا تتقبل الآخر وهي نفسها التي أنجبت _هتلر وموسوليني في ظلالها الدافئة...
شكرا للحوار الهادئ النظيف وعلنا نغني بعضنا البعض
وروووووووود للجميع
:wr:
[/quote]
يا صديقي .:97:
أشكر لك مشاركتك الراقية التي أختلف معك حول معظمها .
1- نحن متفقان كلية أن العلمانية ليست الإلحاد كما أنها ليست معادية له ، فهي لا تعمل في مجال العقيدة الدينية بالأساس ، هي فقط تقتصر على الجانب السلبي ، أي فصل الدين عن الدولة في شكلها القياسي ، هبوطا إلى تقيد تدخل الدين في السياسة في حدها الأدنى ، فقط أريد أن نتفق أن الديمقراطية هي الإبنة الشرعية للعلمانية و ليس العكس ، و تجد العلمانية تطبيقها الأمثل في المجتمعات المتقدمة في أوروبا و امريكا و آسيا و كل مكان في العالم المتقدم تقريبا ،و من النادر أن تجد دولة دينية غير إسلامية سوى إسرائيل و ربما بعض الكيانات الصغيرة هنا و هناك .و لأنه سبق أن طرحت موضوعا خاصا بالعلمانية باسم ( حوار حول الحوار ) و لإرتباطه بهذا الموضوع قمت بتنشيط الموضوع ،و تجده بجوار الشريط .
2- العلمانية هي النقيض لتشكيل الأحزاب على أساس العقيدة أو المذاهب الدينية ، كما تتعارض مع تأسيس أو الدعوة لدولة دينية ( ثيوقراطية ) ، و لو طبقنا هذا المبدأ في الواقع العربي المعاصر ، سنجد أنه لابد من تجريم تشكيل أحزاب مثل الإخوان المسلمين أو حماس أو حزب الله أو جيش المهدي و الدعوة و .... ، كذلك تتناقض العلمانية كلية مع تأسيس دول و كيانات دينية مثل إيران و السعودية و السودان و ( إمارة حسن نصرالله ) في جنوب لبنان و إمارة غزسستان و أفغانستان طالبان و صومال المحاكم و .... .
3- أختلف معك تماما في اعتقادك أن (ومن هنا يقف العلماني المؤمن سني كان أم شيعي مع حزب الله ) فهذا يتناقض كلية مع مفهوم العلمانية ، حزب الله حزب ديني و العلمانية ضد تكوين أحزاب دينية و بالتالي فالمنطق يقول (و من هنا يتناقض العلماني المؤمن أو غير المؤمن سنيا كان أم شيعيا مع حزب الله ) .
4- إن قبول أحزاب دينية ضمن العملية السياسية في المجتمعات العربية ليست ظاهرة صحية ، إن التعددية لا تعني القبول باعداء الديمقراطية ضمن العملية الديمقراطية ، و إن الذي يرفض تشكيل الأحزاب الدينية لا يفعل ذلك كراهية في الدين أو حتى في سياسات بعض تلك الأحزاب ، و لكن لأسباب أكثر مبدئية و أخطر كثيرا ، نتيجة قناعة وليدة تجارب تاريخية طويلة في العالم ، و نتيجة قراءة متعمقة للتاريخ السياسي الحديث ، و لمخاطر دمج الدين بالسياسة .
5- القبول بتشكيل أحزاب دينية أدى إلى تشوهات قاتلة في الحياة السياسية العربية ، بل هي أشبه بقنابل زمنية ستنفجر في تلك المجتمعات الآن أو غدا ، كما حدث في أفغانستان و إيران و فلسطين و السودان و لبنان ،و كما يحدث في مصر و باكستان و المغرب و الجزائر و تونس و اليمن و العراق ( الحالي ) .... أي في كل المجتمعات العربية التي تهاونت مع تلك الظاهرة ، إن مشهد أولاد عاكف في البرلمان المصري و أنصار مقتدى الصدر في البرلمان العراقي و ممثلي نصرالله في البرلمان اللبناني ، ليس دليلآ على فعالية الديمقراطية العربية ، بل على فشل المجتمعات العربية في تبني صيغا ديمقراطية معاصرة و محترمة .
6- خلال حوارات طويلة في نادي الفكر و غيره ، أوضحت – مع غيري - لماذا نرفض الأصولية الإسلامية – و غيرها – سواء السنية أو الشيعية ، و أوضحت – مع غيري أيضا - أن الأصولية معادية بحكم طبيعتها الثيوقراطية للديمقراطية بشكلها الصحيح ، حتى لو ادعت غير ذلك كنوع من التقية و التدليس ، و لعل استبداد ملالي قم و ممارساتهم التي تنتمي للعصور الوسطى في إيران ،و ممارسات حماس في غزة و حزب الله في لبنان ،و برنامج جماعة الإخوان المسلمين الأخير في مصر خير شاهد على هذا ، و بالطبع لن يمكن تلخيص كل ذلك الآن .
7- إذا كان علينا كمثقفين و كعلمانيين أن نتعامل واقعيا مع تنظيمات و سلطات دينية في العالم العربي ، فليكن ذلك بمنطق الرفض المطلق و ليس الدعم العاطفي .
تحياتي .