Array
الفكرة البريئة اللئيمة التي تربيت عليها وتعلمتها في الصغر تقول " إن الإنسان الطيب لا يجوز له أن يأكل طعاما لذيذا فيما الآخرون يحدقون إليه وكلهم اشتهاء وحسد .."
وبسبب هذه الفكرة الأخلاقية الإيثارية رميت بكثير من الفرص الطازجة الصحية التي توفرت لي في الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية لصالح مشاعر الآخرين الذين أحبهم وأهتم لأمرهم قبل أن أرمي بالفكرة ذاتها إلى الأبد إلى قمامة سحيقة لا عودة للأفكار منها ،،

لكن ، للأسف أو لحسن الحظ أنا الآن في عالم كل من فيه يأكل من ذات الطبق ..
[/quote]
المشاركة تتناول فكرة المبالغة في الغيرية alturism ، الغيرية كان لها دور مهم في تطور المجتمعات البشرية فهي تعتمد علي فكرة ان المجتمع اهم من الفرد ، علي مستوي ميكرو فان مايقوم به الانسان الغيري هو شئ مثل الصدقة او الاشفاق اما علي مستوي الماكرو فان ما يحدث هو توزيع الفوائد بشكل متساو -او شبه متساو- علي افراد المجتمع مما يقيل المتعثرين من عثرتهم ويجعلهم افرادً قادرين علي تقوية المجتمع ورد الدين له في مناسبات اخري.
هذا الاتجاه التطوري خلق نقطتي ضعف : اولاً الافراد من المجتمع الذين يستمرؤون المساعدة ويجعلونها حرفتهم وعوضا عن ان تكون حالة خاصة تحدث في الطوارئ صارت حالة عامة تحدث كل يوم بل صارت حرفة ، وهم ما يعرفون بالشحاذين.
نقطة الضعف الثانية هي الافراد الذين يبالغون في الغيرية تحثهم علي ذلك البنية العقلية للانسان الذي يؤنبه ضميره ان وجد نسانا اخر يحتاج مساعده. ربما افضل وصف للحالة هو تضخم الضمير .