إلى الأستاذ طارق
Array
ونحن ما ناقصين ,, بلاوي هجينة ..
ومن كل قلبي .. رحم الله من قتل من البهائيين ظلما ودون وجه حق .. وهذا إرهاب واضح لن نختلف في نظرتنا إليه ..
[/quote]
Array
الزميلة العزيزة؛
عندما نكون في حالة تسامح حقيقية، فنحن قادرون إذاً عندها على قبول كل أشكال وأنواع الاعتقاد أياً كانت، هجينة أم لا.
سيدتي الكريمة؛
بالمفهوم العقائدي البحت فالكل كافر عند الكل، فالمسيحي كافر عند المسلم والعكس بالعكس(لا يمكن لمسيحي أن يقول بأن المسلم مصيره الجنة، ولا ينكر المسلم أن المسيحي مصيره جهنم وبئس المصير)، ولكن قوة أي مجتمع هي في تقبله للآخر وإعطائه حرية الخيار والقرار فيما يعتنق من عقائد ومذاهب وملل وحلل وأيدولوجيات.
عندها سيدتي الكريمة لا يمكن أن نقول عن عقيدة أخرى أياً كانت (بلوة هجينة)، فلدينا في سوريا من يعتقد بأن ديانة الدروز مثلاً هي عقيدة هجينة، وهي كذلك لو أردنا الموضوعية، فهل هي "بلوة" أم قطعة فسيفساء نفيسة وثمينة في نسيج مجتمعنا؟.
وبعضُ المسيحيين يرون في الإسلام عقيدة هجينة خلطت ومزجت وهجنت وعجنت وصبغت وطبخت ما بين عقائد مسيحية في الجزيرة العربية وعقائد اليهود القديمة ووثنية العرب في مكة (الحج للبيت الحرام كمثال).
الحل كما أرى وكما يراه الكثيرون ههنا ومروا وعبروا عن ذاك قبلي، يكمن في ضرورة العلمانية؛ كضامن لحرية المعتقد، وهنا نرى قوة العلمانية كإطار لترتيب أمور المجتمعات، فهي بعكس ما يُعتقد، حامية للدين، ولكن أي دينٍ كان وأي معتقد لأن حكم دين للمجتمع هو تصفية لبقية الأديان بطبيعة الدين الإطلاقية والدوغمائية، فلا يكون بعدها في الفكر الجمعي لأي مجموعة كانت عنفٌ يرى في ما يعتقده الآخر: "بلوة هجينة"، عندما لا تتناسب تماماً وفقط تماماً مع معتقده هو.
وكما يقول المثل الشعبي السوري: "كلمن على دينو .. الله يعينو".
مع خالص التحيات.
طارق
[/quote]
[] [/
واحترامي إلك يا أستاذ طارق ..
أول شي الزميل صاحب الموضوع هو الذي قام بعد نقله لخبر تعرض عائلات بهائية للعنف بعرض معلومات عن الدين البهائي والتبشير بابتلاعه كل الأديان السابقة واعتناق الغالبية له بعد موت الأديان الابراهيمية وهو بذلك أعطى للجميع المجال لتفنيد الدين البهائي وسماع الآراء المختلفة حوله وهذا واضح وعادي فالنادي حواري ..ومن السيء الافتراض أننا يجب أن نتشابه بطريقة التفكير .. نحن متشابهون جدا ومختلفون جدا ، والكل هنا يعرض آراء شخصية لن تؤثر _ وأنا متأكدة _ في تغيير سير الأحداث سلبا أو إيجابا .. لسنا في برلمان ولسنا من مشاهير السياسة والمجتمع لكي يؤثر رأي فردي على كافة خلق الله المتسامحين والمتعصبين ..
وبعض الزملاء الذين دافعوا عن البهائية في ذلك الموضوع ينتقدون الإسلام بقسوة ( وكل الأديان ) ويستخدمون ألفاظا معينة من حين إلى آخر دون مراعاة لمشاعر الآخرين وحريتهم العقائدية والجميع محترم رأيهم ..
وأنا كنت أتحدث عن نفسي . . وأبين طريقة فهمي للمواضيع المختلفة وما في داعي للغضب والانفعال عند المخالفة ..
بالنسبة إلي كسورية أنت بتعرف يا سيد طارق أن التسامح من طبع السوريين ..نحن شعب ينبذ العنف والتعصب والتفرقة ومحاسبة الآخرين على إيمانهم .. رئيسنا لسنوات طويلة كان من طائفة تخالف الأغلبية السنية .. ولم يعترض أحد على طائفته العلوية بقدر الاعتراض على حزب البعث الحاكم .. لم تحصل حوادث عنف طائفية بين الناس إلا نادرا ولم يتطور الأمر إلى القتل والتهديد والتهجير . . كما أن تنوع الطوائف والمذاهب والأعراق في سورية قديم جدا وليس طارئا وحديثا ...( و سورية تستطيع أن تكون دولة علمانية كاملة في المستقبل )
التسامح في الحياة الواقعية واحترام الآخرين ومراعاة أمنهم لا يفسده رأي شخصي في هذه الديانة أو تلك ..
طيب أنا مسلمة وأقول دائما أن الحجاب غير مفروض على النساء في الوقت الحالي .. وأن فهم الناس للأحكام الشرعية يجب أن يحكمه الوقت والمكان ،، وأن للمرأة الحرية بلبس الحجاب أو تركه ,, ( وهذا كان أول موضوع لي هنا في النادي ) و لم أتعرض للهجوم من قبل الأخوة المسلمين المثقفين ,, ببساطة لأنه رأيي لوحدي ولن يؤثر في اعتقاد ملايين المسلمات في العالم ,,
ولذلك لا يجب تحميل الأمر أكثر مما يحتمل ... الأحاديث النبوية وكثير من مسلمات الدين تخضع للنقاش والرفض والتضعيف وما يبدو خرافة ودجلا , يصبح مرفوضا بالتفكير السليم ,,
هل تعرض الدروز أو الاسماعليون للأذى في سورية .. هل حارب السنة بقية الطوائف من جعفرية ويزيدية ، الخ .. بل كيف يتعامل المسلمون والمسيحيون فيما بينهم ؟؟ أنا بنت تلك البيئة وأشبهها ..
أصدقاء الطفولة والصبا كلهم يخالفوني عرقا ودينا , علويون ، أكراد ، مسيحيون ، أرمن ، كلدان ..
مع ذلك كل الوقت ونحن نطلق تعليقات لاذعة فيما بيننا ونسخر من بعض الترهات التي نصر جميعا على التمسك بها ,,
كانت عمتي تقول في الدعاء " يا شيخ جيلاني احم ولدي في سفره وأعده سالما " ودائما كنت أقول " شو هالبلاوي والتخريف .. واحد ميت كيف بده يساعدكن ما بعرف " ..
أنا أرى في نصف سلوكيات المسلمين الحديثين ( بلاوي هجينة ) , وأستغرب عدم تطور السلوك مترافقا مع تطور الفكر وتطور الحياة بشكل عام .
( بلوة هجينة ) تعني كل ما يؤدي إلى الاختلاف بشكل متعمد وفج ... وإثارة الإشكاليات بدون داع ملح ..
مجددا ، فيما يخص البهائية ، فقد قيل إنها حركة سياسية أصلا تتدثر بدين فضفاض منتحل لتغطية عمالتها للصهيونية ومن قبل خيانة مؤسسها وعمالته للروس ومحاولته اغتيال الشاه في إيران.. لو ثبت ذلك ( فمن حقي أثناء النقاش ) أن أراها حركة انتهازية مشبوهة ، مثلما يحق لغيري أن يؤمن بحرق هتلر لليهود ، أو حق الصهانية في سرقة الأوطان ..
هل يحق لأحد مصادرة أفكاري . طالما أنها لم ولن تخرج إلى حيز الفعل ..
أنا أبديت رأيي في البهائية . . وما جبت سيرة البهائيين .. ( إلا ترحما على أرواحهم ) .. لأني لم أصادف بهائيا في حياتي . نحن نناقش هنا أفكارا ( دينية ) ولا نحكم على الناس ..
نقد الدين ، أي دين ، مشروع جدا .. وفي النادي قرأنا الكثير من المواضيع التي يسب فيها الإسلام ونبيه وينكر الله في علاه ويتهم المؤمنون بوجود الخالق بالغباء وسطحية التفكير .,, ولم يرد أي مؤمن بطريقة انفعالية عدائية ..
لماذا لا أنتقد البهائية إذا كنت أسمح لجميع الأصدقاء بانتقاد الإسلام ونبيه وأقواله وأفعاله ,,
ما علاقة هذا بالعنف وحق الحياة ,, حتى الهجوم الفكري العنيف والمتعصب لن يتسبب بموت أحد .
ومن أساء فهمي و رآني متعصبة ، فقد رآني من زاوية متعصبة أيضا ترفض الآخر المخالف ، وأنكر علي حرية الفكر والقول ..
أنا مسلمة عادية مثل الكثيرين هنا وهناك ، لا أنتمي لأي حزب ولا عندي طموحات دينية ولا أتنبأ بسيادة الإسلام العالم أبدا ولا أتبنى أي قضية من أي نوع إلا التأكيد على إنسانية الإنسان ولذلك أتعامل بنفس الروح مع الملحد والمؤمن وأصدقائي القليلين هنا في النادي يعرفون ذلك عني جيدا .. حتى أنني أعمل في الحقل الثقافي (الفني ) . .الذي يبتعد عن الدين كل البعد , ويخالف تقاليده القديمة
يجب على المثقف أن يعتقد بصدق .. أن الاختلاف لا يفسد للود قضية ..
شكرا جزيلا لأسلوبك اللطيف يا أستاذ طارق
أتمنى أني كنت واضحة ..
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-05-2009, 11:52 AM بواسطة yamama.)
|