Array
يا حسام:

هل وجود الله أو عدم وجوده يفرق معك؟

هو موجود لأجل من يؤمنون به حيث يتلاحمون مع اللا متناهي. أنت عندك اكتفاء ولا تحتاج إلى هذا اللا متناه. إذا خامرك أدنى ظن أنه موجود فلا تحاول أن تجبر نفسك على الاقتناع بعدم وجوده وإلا تعذبت داخلياً. أما لو أنت فعلا غير مقتنع من الداخل بعدم وجوده فأيضا لا تحاول إجبار نفسك على قبول ما لا تستسيغه. في كلتي الحالتين: الحياة تسير. وسيران الحياة يا حسام هو لغز بذاته والحياة مجموعة من الألغاز. من الجهل أن أقف أمامك وأقول لك إني قد حسمت لغز الألغاز وأريد لك أن تقنع بوجوده أو عدم وجوده. وجود الله لي أو للمسلم أو لنتانياهو أو لـ س من الناس هو مصدر يقين في لغز الوجود. الأمر لا تقدر أن تخضعه لا للتبريرات ولا للتفلسفات. لهذا أنا مقتنع أن حتى الفلسفة الميتافيزيقية....ماذا أقول؟ ربنا يسامحني ولكني سأقولها: الفلسفة الميتافيزيقية وهم.

نهارك سعيد.
[/quote]


اذا كان أمرا لم نتطرق اليه بعد فهو العدم. نعم ذلك العدم هو الذي فرض علينا الوجود, و بالتالي فنحن نقيس الأمور دائما بذاتنا. كل شيء صنعناه هو ذاتنا نحن سواء المركبات أو البيوت, أنها لا تنفك تشبهنا..

العدم لم نتطرق اليه لأنه حيز غير محيز وهو لا يشبهنا و لا يمكن أن تتصوره. أدواتنا مصممة designedعلى ذاتنا. العدم هو الذي تصورنا منه الله دون ادراك منا بل دون قصد. لذا نحن غير قادرين أن نصفه أو نصل اليه أو نشبهه بشيء لأن العدم و مداه لا يمكن تشبيههما بشيء لأننا لا نعرف مدى العدم..

مشكلة الله أننا نناقش مسألة وجوده بوجودنا, ووجودنا لا يشبه العدم. لذا نحن نخطيء في وصف الله منذ خمسة آلاف سنة لأننا دائما نبحث عنه في الوجود بينما هو العدم كله. و كل العدم لا وصف له ولا يمكن أن نتعرف عليه بأدواتنا هذه و نحن في الطور السابع..


راغب..