Array
عقلانية بهاء حتماً لن تعجب أي حالم رومانسي لازال يعيش في زمن الخطب الرنانة (والغريب أن نفس هؤلاء البشر لازالو يكيلون اتهامات الظواهر الصوتية لمن هم ظواهر صوتية حالياً!!)

عبد الناصر لم يعطي لمصر أي شيء سوى سلبها نظامها الدستوري و سرقة أموال البشاوات حينها و إعطائه لحثالاته، و الدليل أن الفلاحين حتى الان لازالو أفقر خلق الله حتى بعد توزيع الاراضي عليهم، و السد العالي ليس فكرة عبد الناصر الجهبز بل هي فكرة قديمة من قبله بألف عام و هي فكرة إسلامية خالصة لاعلاقة لعبد الناصر بها، اللهم إلا أنه قام بتخريب عقد قناة السويس ليمول المشروع ومن ثم تدفع مصر نتيجة تهوره (المعهودة) وحرب اليمن ماهي إلا مثال! (أموت واعرف كان أيه تأثير اليمن على مصر ساعتها!!؟)

يعني ببساطة كل من يتحدث عن السد العالي فهذا الجهبز لاعلاقة له بالسد و برجاء مراجعة تاريخ السد على هذا الرابط :

http://en.wikipedia.org/wiki/Aswan_Dam#C...on_history

دا الإنجاز اللي قالبين راسنا بيه ليل ونهار (واللي بالمناسبة يعتبر تهديد واضح للأمن القومي المصري، فليتخيل أي شخص ماالذي سيحدث لو تم تدمير السد العالي!!!!!!) و إن كانت مميزات هذا الانجاز عديدة، فإذن لنعطي صاحب الانجاز الحقيقي حقه و هم المصريين و السوفييت الذين قامو ببنائه!

كما هو حال قناة السويس التي بناها المصريين! وإلا لم لانعطي فضل بناء قناة السويس للمقبور الانجليزي ديليسبس!

يا جماعة كفانا خطباً رنانة...عبد الناصر ماهو إلا حتة عسكري فجأة وجد نفسه رئيس دولة فقام بتدميرها دون أن يشعر لأن المنصب أكبر منه بكثير...وخطبه الرنانة لم تأتي علينا سوى بالخراب، فولا نكسة 67 لما حدث أي مما يحدث الان في المنطقة كككككلها!

و أنتظر شريط العلماني عن عبد الناصر الجهبز لنرى انجازات عبد الناصر الخفية التي لايعرفها سوى قلة قليلة

-----
برافو بهاء....موضوع مميز .
[/quote]
صح.

بداية حكم عبد الناصر كانت فانتازيا لحد السوريالية، كأنه شخص امتلك السلطة كلها فجأة فصار يطبق أفكاراً رومانسية دون أي دراسة مُعمَّقة، فلو كان علم حساب المخاطر موجوداً بقوة حينها لما كان لشيء بهكذا رعونة أن يحدث.

خلاصة سياسة عبد الناصر الافتتاحية ـ الـoverture يعني ـ كانت أخذ الأملاك من الأغنياء وإعادة تقسيمها بين الدولة من جهة والفلاحين من جهة من دون تخطيط عقلاني؛ فنجد في الإصلاح الزراعي مثلاً أنه حدد الملكية الفردية بمائتي فدان ثم مائة ثم خمسين إلخ إلخ. يعني من زرع مائتين مع أول قانون إصلاحي قد خسر نصف ما أنفق واستثمر بعدها بأشهر وكأنه رماه في الهواء!

مجانية التعليم أيضاً كانت نموذجاً للفوضى في التخطيط؛ فلو كان من ضروريات المجتمع المتحضر الحصول على تعليم إجباري لاثنتي عشرة سنة في المتوسط لتأهيل عناصر سوق العمل، فأين المنطق في تحويل الجامعات أيضاً للمجانية؟
نتيجة الجهل بالتخطيط هذه أن:

1. الجامعة انضمت بحكم الأمر الواقع إلى التعليم الإجباري لمن يجتاز المرحلة الثانوية، وبالتالي زادت فترة التأهيل أربع أو خمس سنوات إضافية، وهذا في مرحلة يفترض أن يكون للإسراع في عملية التأهيل الأولوية.

2. الجامعة أصبحت تحصيل حاصل للجميع، بالتالي لم يعد لها أهمية أو قيمة تنافسية نسبياً، وأصبحت الدرجة الثالثة التعليمية من دراسات عليا وخلافه هي النقطة الفاصلة بين الدارس والطالب. بعبارة أخرى أصبحت الدرجة ’البحثية‘ هي المعيار والهدف للباحثين عن التميز والفرص العالية، وهو ما أنتج بدوره زيادة من 3 إلى 8 سنوات في مرحلة التأهيل من جهة، ونزوح إلى المهن النظرية والمعملية كالتدريس والبحث بين صفوة العقول.

3. مع سياسة الدولة الاقتصادية التي تتدخل في كل شيء أصبح السن الحقيقي لشريحة القادرين أو اليد العاملة/العائلة للمواطن المثالي بالمفاهيم الجديدة يبدأ من 25 وأحياناً 30 سنة! أضف إلى هذا سنوات التجنيد الإلزامي لتجد أن الشريحة المعولة في المجتمع أصبحت ما دون 30 سنة وما فوق 63 سنة، يعني أكثر من نصف الشعب، وربما ثلثيه!

هذا بعينه ما أعتبره سوء تخطيط في سياسة الجامعة المجانية، وأستغرب من عدم نظر واضعي خطط الإصلاح والتنمية للمستقبل البعيد. كيف لم ينتبهوا إلى أن ما سبق حين يمتزج مع زيادة كفاءة ووعي الرعاية الصحية مثلاً سوف ينتج عنه كارثة في هرم الديموغرافيا؟ كيف لم ينتبهوا أن المجتمع المعتمد بالمطلق على الذكور لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يحافظ على توازنه كثيراً حين تبدأ حياة هؤلاء عند الثلاثين؟

كيف لم ينتبهوا أنهم يمارسون الانتحار الجماعي بحق شعبهم لأن أحداً لن يكون له إصلاح أو تعديل هذه الـ’مكاسب الثورية‘ بعد أن غدت حقوقاً؟

الذين تحدثوا عن الفقر والجهل أنهما وصلاً إلى 80% عندما استولى عبد الناصر على الحكم لا يريدون الانتباه إلى أن تعداد السكان حينها كان دون العشرين مليوناً، وأنه مع تحسن الخدمات الصحية من جهة، وتقييد دولاب حياة الشريحة المتعلِّمة من جهة، فإن الذي تكاثروا هم فقراء وجهلة العشرين مليوناً لا غيرهم!

اليوم يمثل الجهل التعليمي نيفاً وأربعين بالمائة، من دون حساب جهلة الجامعات نتيجة لـ’superinflation‘ التعليم، وهذا من أصل ما يلامس الثمانين مليوناً.

بعبارة أخرى، الستة عشر مليون نسمة من الجهلة والفقراء قبل عبد الناصر أصبحوا اليوم أربعين مليوناً على أكثر التقديرات تسامحاً.

عبد الناصر مادة نظرية masturbatory لمحبي الإيديولوجيا والأدلجة. غير هذا فهو مخطط فاقد لبعد البصر ـ رغم أنه أستاذ استراتيجيا ـ لم يربح معركة عسكرية واحدة، وميغالومانياك مهووس بالأمن والسلطة المركزية، مثله مثل كل الشريحة التي كانت تحكم معه وأنجزت وإياه كل الكبوات حينها وبعدها. حتى هيكل كان فعلياً وزير بروباغاندا قمعي.

عبد الناصر هو خلاصة السياسات الصناعية الستالينية والمغامرات العسكرية النازية مضافاً إليهما الكثير جداً من قصر النظر الرومانتيكي، الشللية المتسامحة مع الفساد الإدراي وإساءة استخدام السلطة، وشعور لا يمكن إغفاله من الضغينة الطبقية.