ها قد عدنا صديقتي العزيزة "اليمامة"؛

وههنا سأكون صريحاً معك، وسأبدأ بالجزء الذي تحدثتِ عنه كثيراً، ولا سيما أننا شعب متسامح.
ولقد قلتِ هل أساء أحد للإسماعليين والعلويين والدروز؟ أقول لك بأنه نعم، بل ألف نعم، تاريخياً فلقد أساء السنة لبقية الطوائف في التاريخ، ولهذا ترينهم (أي بقية الطوائف) يعيشون في أقاصي الجبال يا عزيزتي.
نحن لا نعيش في سوريا في عالم مثالي، عشنا في تنوع فسيفسائي، ولكننا عشنا حالات عداء طائفية وصلت لأن يتعامل فيها العلوي مع الصليبي ضد السني في التاريخ القديم، وأن يكفر ابن تيمية الشامي كل الطوائف الباطنية ويحل دمها وعرضها ومالها.
صلاح الدين الأيوبي بحد ذاته أحل دم مخالفيه.
وتطورت الأمور لاغتيالات سياسية قام بها الحشاشون بكل أنحاء سوريا.

عزيزتي، الوصول لمجتمع علماني ليست مهمة سهلة أبداً. ومنذ زمن قصير، وبأحداث مجازر جبل لبنان قام المسلمون بقتل المسيحيين بدمشق وجاء الغريب عبد القادر الجزائري ليحمي وليتوسط لحماية مسيحي دمشق.
لذلك فعلينا أن نكون حذرين جداً، وجداً أيضاً. فليس لأننا نعيش لحظة تناغم طائفي أو توافق طائفي بشكل معين أن شبح الطائفية بعيد عنا..
إذ أنه ما أن نتوقف عن الحذر ونعتقد أننا متسامحين فإن الطائفية يمكنها أن تخرج لنا كبعبع تاريخي يأكل الأخضر واليابس.
لأن العنف موجود في تاريخنا، ولا سيما في تاريخنا الشامي ربما أكثر من غيرنا. فنحن في هذه المنطقة شهدنا صراعاتٍ طائفية أكثر مما تخيلين.

مع خالص التحيات.
طارق
(f)