Array
اسمح لي عزيزي العلماني بسؤال. إن كانْ "عبد الله" هو الملك بـ ربع لحية لـ "مملكة الظلام" فأين هي "مملكة النور"؟ هل لها وجود حقاً على وجه الأرض؟ هل من الدقة بمكان تخصيص الظلام بمكان وكأن بقية الأرض سواها فراديس النور؟
وما ذنب عبد الله عزيزي العلماني في النظام الذي ولد فيه؟ لماذا تلقي باللوم عليه وأنت وأنا خير من يعلم أن المجتمعات الرعوية لن يغيرها إنسان بكل بساطة "بـ جرة قلم"؟ هل لو شاء عبد الله حقاً أن يلغي البطريركية سيلغيها أم ستهيج الدنيا ولا تقعد وربما اغتالوه شرّ غيلة؟

وركوب الجمال والسكن في الخيام لا ينقص منهم شيء يا أخي العلماني. يكفي أنهم عندما ينقص نفطهم أو يتلاشى يعودون للبداوة بكل أريحية وأما نحن فنضرب أخماس في أسداس لأن حياتنا ارتبطت بالنفط وصرنا نرتشفه مع كل زفرة الشهيق والزفير. هل تقدر أميركا أن تتخلى حقاً عن النفط؟ البدوي يقدر أن يعود للتمر ويقول "لما حسرتي ووساوسي والجوع يطرد بالرغيف اليابس" ولكن هل يقدر أن يقول الأميركي ابن الثقافة الرأسمالية عبارة البدوي هذي؟
(f)
[/quote]

لسنا بحاجة "لمملكة نور" كي نقارن بها "مملكة الظلام". ولكن دولة ليس بها "مسرح، سينما، فنون" لهي دولة تقتل الروح وتحجّر القلب وتعادي الجمال.

أنا أحب أخوتي في جزيرة العرب وأعتبرهم من ضمن أهلي، ولكن مشكلتي هي مع "نظام آل سعود ووهابيته الحنبلية المعتقلة لكل روح تجديد وانفتاح".

دولة تطلق "مطاوعتها" كي يعتقلوا حتى "الحب والبهجة" في النفوس هي دولة مظلمة.

دولة تشاهد فيها مع مطلع كل صباح مشاهد العنف الجسدي المتخلف المتكررة (شنق، رجم، بتر إلخ) هي دولة نظامها الجزائي متخلف وحشي قاس بربري.

دولة ملكية بها عائلة استحوذت على شبه جزيرة العرب وجعلتها من اقطاعيتها الخاصة، وبها "مجلس شورى" يعينه ولي الأمر، هي دولة ذات نظام سياسي يشبه النظام السياسي لما نسميه "بالعصر القديم" في أوروبا. هذه الأنظمة انتهت صلاحيتها منذ مدة حتى لو كان منها ما يزال باقياً.

دولة بها النساء لسن إلا "أكياس سوداء" في الشوارع، ممنوعات حتى من قيادة سيارة، ماذا نقول عنها؟ هل نقول عنها أنها تشبه "السويد" أم "النرويج"؟

يا صاحبي، على مستوى النظام هناك تخلف (نظام ملكي أوتوقراطي). على مستوى القضاء هناك تخلف (قضاء مشغول بالعنف الجسدي والردع عوضاً عن إعادة التأهيل). على مستوى المجتمع هناك فرق صارخ بين الذكور والإناث (مجتمع لامساواتي بامتياز). على مستوى الاقتصاد هي دولة مستهلكة وظفت كل ثرواتها حتى اليوم في تطوير الاستهلاك دون الانتاج (ما هي المنتجات السعودية في الأسواق، وما هي الاختراعات السعودية حتى اليوم سوى بناء المساجد والزوايا والتكايا وتصدير التزمت والطالبانية إلى العالم؟).

طبعاً، لن نتحدث هنا عن تطوير العلوم و المعارف والمساهمات الثقافية. فرصيد المملكة ولله الحمد هو "فتاوي بن باز عن عدم دوران الأرض" واكتشافات "زغلول النجار" "المذهلة" وبعض الشعر النبطي ... (إلا إذا كان شراء الصحف والمجلات وسعودتها هو مساهمات ثقافية أو كان الـ 17 متخلفاً الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر هي إسهامات ثقافية) ... وسلامة تسلمك!!!

واسلم لي
العلماني