فجّروا محبته في قلوب الناس



"والذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون" (صدق الله العظيم)

وفي الليلة الظلماء...

شُلّت العقول وجفت الاقلام عن التعبير، لما تعرض له دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اغتياله الجبان ادى الى تسونامي لبنان، جرف معه الطاقات العقلية والنفسية. آمال واحلام سقطت بسقوطه، وبغيابه حل اليتم والبؤس والخوف والظلم والغدر بشعب، بل بأمة كاملة.

هوى الجبل الشامخ، هوى سور لبنان العظيم، هوى المارد الآتي من العالم الآخر الذي كان يحقق الاحلام بعصا سحرية. هو ظاهرة، ملاك حارس، هدية ارسلها الله سبحانه وتعالى، واستعادها لعدم استحقاق اهل الارض هذه النعمة، حفاظا عليه وعلى كرامته وعلى مرتبته العالية، طبعا فالملائكة مكانها في السماء وليس بين الناس. ظنوا بغدرهم واغتيالهم له انهم ابادوه، آذوه. لم يعلموا انهم بفعلتهم الشنعاء البلهاء حققوا مسيرته، نفذوا مطالبه، فجروا محبته في قلوب الناس، وحدوا كلمته، ورفعوا شأنه، وقلدوه وسام الاستحقاق ومرتبة الشرف عند ربه. شهيد هو. "بسم الله الرحمن الرحيم، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" (صدق الله العظيم).

هنيئا له ولرفاقه الشهداء، عاش مؤمنا تقيا، متواضعا مترفعا، عصاميا محترما، شامخا كأرز بلاده صامدا كقلاعه، كريما سخيا كرم النخيل وسخاء ثمره، معطاء عطاء المطر للارض العطشى.

مات ميتة الابطال المخلدين الذين حفروا اسماءهم عبر التاريخ ببطولاتهم وناموا في رحاب الخلد هانئين بفوزهم في حمى الرحمن.

غاب عن الانظار لكنه سيبقى حاضرا، حيا في كل من آمن بشخصه ونهجه وكل صادق مؤمن أراد السلام وطلب الامان.


هلا حمود فنج