عزيزي أحمد:

أولاً سعيد أنك قبلت اعتذاري.

ثانياً: أؤكد لك أن الحوار لا يفصح عن كل شيء في مكنونات الشخص. الإنسان فينا كائن مركب يا أخي العزيز. من فينا يعرف نفسه حق المعرفة! أنا نفسي لا أعرف نفسي!

وعندما يعبر الناس عما يضيقون به صدراً لسبب أو لآخر من الجيد أن نتركهم يعبرون لا أن نطعن في قواهم العقلية كما فعل بعض الزملاء وبكل أسف شديد. من فعل هذا يا أخ أحمد؟ ناس محسوبون على الحق الطبي وهم يعلمون خير العلم أن عاهة العقل وسقمها ليست شيء بالمرة لتعيير حتى المريض بها. لا أتحدث عنك لا سمح الله ولكني أخبرك عن ما أرتطم به في الحوار العربي. أنت سافرت بلاد قدر ما سافرت. هل في أي بلد بسهولة يطعنون في القوى العقلية مثلما نفعل نحن العرب؟

أقول لك إيه بس... عموماً: رجاء أن تأخذ كل ما قلت في سياقه الخاص بي وكما قال الحكيم الرائي وهو الحكيم أن هذا الكلام جاء في سياق إبراهيم. وما يقوله الشخص يأتي في سياقه وهذا ينسحب على كل البشر.

كنت أستضيف أخت يهودية وتعرضت لبعض الضجر من مضيفها اليهودي وإذ بها تتكلم عبر التلفون وتقول "هؤلاء اليهود". سمعتني أضحك. ضحكت ولم أقل شيء. لها أن تشتم اليهود وتلعن سلسفيل أبوهم لو شاءت. هي حرة. لها الحق أن تقوم بالتنفيس كيفما شاءت. هذا لا يجعلها خائنة لشعبها اليهودي بل يجعلها ببساطة "إنسانة" شفافة صادقة مع نفسها.

عن الشفافية أبحث يا أخ أحمد.


شكراً لك مرة ثانية على قبول اعتذاري وأنت من الناس اللي لا أقدر أبداً على زعلهم.

شكراً على رحابة صدرك.