سبق أن قلت في موقع آخر أننا جميعا نشبه تلك الأسماك الصغيرة في أكواريوم زجاج نرى بأعيننا الصغيرة كل ما يواجه ذلك الأكواريوم الذي حشرنا فيه..

معظمنا هنا و منهم الكاتب, نعتقد أننا نعرف الكثير في أمور السياسة. الا أن الواقع غالبا ما يصطدم بخيالنا و علمنا لنرتد الى عقولنا حاسرين خائبين..

السعودية, أو أرض الجزيرة العربية, تلك الأرض القاحلة لا ماء فيها ولا شجر. يقطنها بضع قبائل تناحرت كثيرا من أجل شربة ماء قبل أن تصل المياه مدرارا الى صنابير ديارنا و مضاربنا محلاة على نفقة الحكومة حماها الله من كل شر..

هذه الجزيرة, اكتشاف أنثروبولجي بريطاني, لمست في الملك عبد العزيز ابتسامة ساحرة فولوه أمر قبائلها. و في سنة 1932 توحدت الجزيرة العربية (في المساحة المتاحة) تحت اسم المملكة العربية السعودية. و كانت بريطانية تقوم بالانفاق على الحكومة التي تنفق على المواطنيين "السعوديين", حتى بداية زوال امبريطورية انجلترا قامت أمريكا بدور المعيل للحكومة السعودية.

ثم تم اكتنشاف البترول (صدفة) في شرق الجويرة العربية, وهو الاقليم المتاخم و المتلاحم لشيعة امارات الخليج التي ينعطف موقعها الجغرافي مع ايران. وهو ما يسى بالهلال الشيعي البترولي.

بدأت أمريكا بالتنقيب عن البترول بواسطة شركة أرامكو الأمريكية, تنهل من البترول و تمنحنا مالا وفيرا جزاها الله عنا كل خير.

لكن السعودية أنضمت الى منظمة الاوبيك للبترول في منتصف الستينيات من القرن الماضي. وغدت أمريكا و الغرب ينهلون من بترول الدول المصدرة بموجب اتفاقية دولية. و الواضح لنا جميعا أن أمريكا من ضمن تلك الدول المستوردة, و بنظرة سريعة غير ثاقبة لم تعد أمريكا بحاجة الى السعودية حكومة** بقدر حاجة السعودية لأمريكا: هكذا نرى من خلال الأكواريوزم بأعيننا الصغيرة..

لكن, لا أعلم بكل ما أوتيت من علم غير متواضع مالذي تريده أمريكا من أرض الجزيرة العربية؟ هي تحمي هذه الأرض, بكل أجهزتها الفائقة الحساسية وهي التي تعلم مالذي يفكر فيه المواطن قبل ن يبوحه, وهي التي ترعى مأكل النملة و مشرب الذبابة على أرض الجزيرة: أمريكا هي التي تتولى رعاية الأرض ودرء الفوضى وصد الارهاب عنها و منعت دخول أي أيدلوجية أخرى سوى (السجود لله) و حمت الأرض و الحكومة و الشعب من أي شر يأتي من الشرق أو الشمال أو العرب أو الجنوب (الواقع التاريخي يؤكد قولي)..

السؤال الذي يحيرني دائما وأنا داخل الأكواريوم: مالذي تريده أمريكا من أرض الجزيرة العربية؟ اذا كنا نعتقد أنه البترول, فأمريكا تنال حصتها من الأوبك من السعودية و فتزويلا و ايران وأندونيسيا و ليبيا و و و معظم دول الأوبك هم على خلاف أيدلوجي و نهجي مع الادارة الأمريكية. و أمريكا لا تهتم بكل تلك الدول, الا السعودية..

لماذا..؟؟

حسام راغب..

**قتلت الاستخبارات الأمريكية الملك فيصل آل سعودبواسطة منشور أسمع لابن أخيه وزوج ابنته"