Array
الزميلة الفاضلة,
هل يمكن أن تشرحى لى معنى عبارة أقلية تستفز الأكثرية؟
هل اذا اراد اتباع دين معين اقامة صلواتهم والآحتفال باعيادهم تدوين دينهم فى خانة الديانة يعتبروا مستفزين للاكثرية؟
شكرا
[/quote]

أقلية تستفز الأغلبية

باختصار شديد ، لأن خير الكلام ما قل ..

من منا لا يعرف الاستفزاز ,, يستطيع إذا تخابث فأر ٌ أن يثير غضبة الأسد في عرينه ..

الأقلية الذكية هي التي تحترم وتراعي مشاعر الأكثرية في أي مكان وزمان ( الأكثرية التي تقوم على العامة وتحوي قلة من النخبة العقلانية , والعامة تنخفض لديها درجة الوعي إلى حد مخيف ، بالأخص في منطقتنا )

عندما تتخلص أي دولة والمثال هنا " مصر " من كل الأمراض التي تؤثر في وعي الشعب ( حيث الحوار ليس حوار العقول بل حوار الألسنة والأيدي والأسلحة الخفيفة والثقيلة ..) وعندما يلتفت الجميع إلى معالجة أسباب العنف المسيطر على السلوك الفردي في كل مكان، تستطيع أي أقلية ساعتئذ أن تستمتع بأداء طقوس دينها وشعائره وإقامة الاحتفالات في حرية تامة وبدون أن تفهمها الأكثرية بأنها " يا عالم شوفوني أنا مختلف " أو" انظروا جيدا .. ربنا متسامح أكثر من ربكم " ..
والإيمان الديني في جوهره شعور ذاتي لا يحتاج إلى أن يؤدى في أجواء مسرحية ولا يغذيه تصفيق الجمهور ..


من السهل جدا استفزاز الأغلبية من العامة ، تخيل أن فتاة تعيش في حي شعبي له تقاليد صارمة وعادات متوارثة ، تعود من العمل أو المدرسة وهي تضع يدها في يد البوي فريند بكل براءة فهو يوصلها للبيت ، وهذا حقها وهي لا ترى بأن في ذلك من العيب والخطأ شيئا ، ما هو رد الفعل المتوقع من شباب الحي الغيورين او من أخوتها أو حتى جيرانها ,, كيف تفهم عامة أهل الحي أن سلوكها هذا حضاري وطبيعي جدا ومن حقها أن تتصرف بحسب قناعاتها ( الأكيدة ) بالنسبة إليها ..

هنا في النادي أثار أحد الزملاء حفيظة الأغلبية من أهل بلده عندما خالفهم الرأي وذكر حوادث ذاتية حقيقية عاشها و( لم يؤلفها بالتأكيد ) لكنها لم توافق هوى الآخرين ولم تنسجم مع خبراتهم الشخصية وبدت غريبة وهجينة للأكثرية التي لم تعايش مثل تلك القصص .

التفكير العاطفي يطغى على التفكير العقلاني لدي العامة الغالبة وهذا لا يخفى على أحد ، كما أن ظاهرة العنف تسود العالم كله ، ولا تحتاج لمبرر واه ( كالدين ) ، بينما القضية معقدة وتحتاج إلى دراسات جدية ،
( فهل تصرفت الشرطة الأمريكية بعنف ضد السود لأنها شرطة متدينة .. مثلا ..وهل يتصرف بعض الطلاب ضد زملائهم هناك بقسوة تصل إلى القتل الجماعي من منطلق ديني أيضا .. )


أما عن تسجيل الديانة في البطاقة والوثائق الذاتية الرسمية ، أراها ( شخصيا ) تخلو من العدالة الإنسانية والسلوك الحضاري وتغذي التفرقة الدينية مجانا . . والحمدلله لا يوجد في ( بطاقتي الشخصية السورية) أو ( بطاقتي الشخصية الحالية ) ,, ما يدل على انتمائي الديني .. ولذلك تتشابه بطاقتي وبطاقة صديقتي الشيعية وصديقتي الهندوسية كمان ..

ولذلك كان من الأحرى بذلك البهائي أن يثور لصالح عدم تسجيل الديانة في الأوراق الرسمية وتمييزه عن إخوته في الإنسانية ، لكي يعطي مثالا يحتذى عن ديانته المتسامحة التي يحب الله فيها كل الديانات ..

ويا صديقي العزيز ، أنت تعرف أن كل البشر إخوة لأننا من صنع الكون أو خالق الكون أو الأزل ، لا فرق فالنتيجة واحدة والمخالفة الحادة في غير مكانها الملائم لا تخلق إلا التعصب والعزلة ..

كن بخير وسلام دائما ..(f)