Array

وما هي "الأمة" العربية يا طارق؟ بعيداً عن الكلام الإنشائي والذي يلهب المشاعر هل فعلا هناك "أمة" عربية؟ هل فعلا حقق عبد الناصر ما تراه على أنه "أمة" عربية؟ ولماذا تأخذ بلد واحد وليكن اسمه س وتقول إنه قلب الأمة العربية النابض؟ ألا ترى أن في هذا حماسات قومية ولكنها أوهام؟ هناك كتاب صدر عن دار رياض الريس بعنوان "عرب اليوم صناعة الأوهام القومية" وكم أتمنى لو جاءت فرصة وتقراه.

وعلى فكرة: بفضل "وثيقة العار" حصل السادات على أرضه ولم يتبق شيء محتل من أرضه. عرف أن يسترد أرضه. له عيوب وكان حشاش وكان صفته ونعته بس هو أفضل رئيس محنك عرف أن يتعاطى مع موقف كان عسير جداً. لو لم يفعل السادات ذلك ويقوم بالتوقيع على وثيقة العار كما تراها لكانت سيناء اليوم لا تزال في قبضة إسرائيل.

في رأيي الشخصي الذكاء هو أن يتعلم العرب من السادات الدرس ويستردوا أراضيهم كذلك لأنه لا سبيل آخر لبحور الدماء وحروب الدمار. هذا هو رأيي بصراحة وأقوله في الوقت الذي أحترم فيه بصدق مشاعر الحنين للوطن لديك ورغبتك في أن ترى العرب متماسكين متحدين... كله جميل ولكن الهبوط إلى كوكب الأرض حري بنا.


[/quote]

"الأمة العربية" عندي هي الشعوب التي تؤمن أنها عربية، وتقول للعالم رسمياً أنها عربية، وتعيش على الأرض الواقعة بين العراق شرقاً والمغرب وموريتانيا غرباً.
رصيد هذه الأمة من أدوات اللحمة "التاريخ المشترك والثقافة المشتركة والدين (غالباً) المشترك والأساس الأعظم والأقوى في اللحمة بين الإنسان والإنسان؛ أعني اللغة المشتركة (اللسان المشترك).

---

حصل "الساداتي" (وهذا اسمه الحقيقي) على "سيناء" بعدما باع شرف مصر وعزتها وكرامتها ودماء جنودها وباع مع هذا، لليهود، تاريخ فلسطين في الـ 1400 سنة الماضية ودماء شعب فلسطين أمس واليوم (ولربما غداً). وهذا عندنا ليس "فهلوة" ولا حنكة ولا استراتيجية ولا تكتيك ولا مكر بل "خيااااااااانة ونذاااااااالة وحقارة ووضاعة وخسة" ليس إلا.

ليس بالضرورة أن تكون "سيناء" اليوم ما زالت في قبضة "اسرائيل" لو لم يخن الساداتي شعبه وأمته، فالضغط العربي المركز على إسرائيل كان بإمكانه، حتى اليوم، أن يصنع نتائج لا أحد يستطيع أن يتنبأ عنها. وتجربة "حزب الله" في "تحرير الجنوب" ما زالت ماثلة للعيان، فضغط "ميليشيا صغيرة" على الدولة العبرية جعل هذه الأخير تضحي بعملائها في لبنان وتفر بجنودها تحت جانح ليل أليل. وحررت "ميليشيا صغيرة" الجنوب اللبناني وأعادته للسيادة الشرعية دون أن تهون أو تذل أو تقوم بتوقيع "وثيقة عار".

يتعلم العرب من السادات شو يا ابراهيم؟ الخيانة ؟
العرب ليسوا بحاجة للحرب الفعلية اليوم أصلاً، هم بحاجة فقط لدعم "الفلسطينيين" عن بعد وتقديم المعونات اللوجستية لهم، والفلسطينيون كفيلون بالموت من أجل بلادهم؛ فعلوا هذا ويفعلونه منذ عشرين سنة.
السلام؟ السلام دون استرجاع الحقوق هو استسلام وذل وهوان وركوع وخنوع وخضوع، ولعل المتنبي مصيب في قوله:
عش عزيزاً أو مت وأنت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود

واسلم لي
العلماني