ربما يعوق التفكير الأبوي حدوث شيء كهذا للأسف. عندما كنت أدرس اللاهوت كان بعض الطلاب يحتج على أن البروفسيرة "إمرأة" وكيف لها أن تقوم بتعليمهم مادة التربية وهي إمرأة؟ ألم تقرأ ما قاله بولس إنه لا يأذن للمرأة أن تعلم الرجل وقال لا آذن لا آذن لا آذن؟!

رأيت دمعتها على وجهها في الفصل وهي تقول: أنا تسلمت دعوتي من الرب لأقوم بالتعليم. كانت تدافع عن حقها كإمرأة من التيار المسيحي المحافظ في أن تقوم بالتعليم.. رغم أنها كانت تقوم بتعليم أشياء متصلة بالتربية ورواد الحقل التربوي ولم تقم على تدريسهم اللاهوت وبهذا ترتكب خطيئة كما قد يسرعون في الظن.

لو الأميركان كان هذا ردهم فماذا تنتظر من أبناء الثقافة العربية والمحكومين بعقلية ذكورية منذ المهد؟

باعتقادي يا حكيم الحل هو تدريس الناس دي كورسات مكثفة في الأنثربولوجي وتوعيتهم وعندها يكون لهم من العلم نصيب ويكون فعلا علم ينفع وينير بصائرهم ويبدد ظلامية عقولهم الذكورية المستبدة.


المشكلة أن هؤلاء يأكلون من إناء ويبولون في نفس الإناء. هو لا يقرأ غير نصوص الكتاب المقدس ويقرأها بعينه كما يفعل معظم الناس دونما اعتبار للأبعاد الأنثروبولجية في تكوين الشعوب والتي حدت بهم في القديم إلى التسيد الذكوري بينما نحن الآن لسنا في حاجة إليه فيما بعد.


لابد من الإطاحة بالعقل البطريركي في شتى صوره ومقاومته سواء جاء بلسان عربي مبين أو انكليزي أو غيره. هذه هو الداء ويجب عقره في عقر داره.