Array
تحياتي لك عزيزي العلماني.



بشكل براغماتي: ماذا تعني من أن تقول مصر مثلا للعالم أنها عربية؟ وما الحاجة لهذا من أساسه؟ بماذا يفيد؟
وشعوب العالم كثيراً ما تشترك في رصيد تاريخي وثقافي ولغوي وخلافه ولكن هذا لا يجعل منها أمة. اشتراك أميركا وبريطانيا في هذا الرصيد لا يجعل من أميركا "أمة بريطانية" ولا سيما أن أميركا خرجت في الأساس من رحم بريطانيا وكانت مستعمرة لهم في زمن من الأزمان. هل هذا يعطي بريطانيا الحق لتقول "الأمة البريطانية"؟

ماذا تعني أمة عربية على صعيد عملي براغماتي من حيث التطبيق الفعلي؟
هل أفهم من كلامك هذا أن "حزب الله" هو رائد التحرير في "الأمة العربية"؟ ما المانع إذن أن تتقدم إيران وتقوم بتحرير "الأمة العربية"؟ هل فعلا تدعم هذا؟
وأي ضغط عربي "مرّكز" على إسرائيل؟! كل واحد أصلا يغني على ليلاه. لماذا تنتظر من مصر أن تأتي ملاك الرب المزعوم هذا ليخلص لها أرضها؟ في الحقيقة خلاصك بيدك يا إسرائيل وخلاص الشعوب بأيديهم ولن ينتظر الناس للأبد حتى تصبح أراضيهم بأيديهم لعلهم يصبحون في يوم من الأيام "أمة".
صراحة يا علماني صعب جداً أن أصدق ما حصل بجنوب لبنان كان ممكن يحصل في سيناء. جنوب لبنان وضع مختلف كثيراً.

وهذا الساداتي الخائن يا علماني أليس هو أيضا من قام بحرب يوم كيبور؟ وقام بها لأجل من؟ ألم تكن فلسطين قضيته وأراد لها من الخير ما أراد؟ ولماذا لا تقول إنه عندما وقع هذه الوثيقة كان فعلا يريد الخير كل الخير لفلسطين؟ هل أهل القضية الفلسطينية مستعدين لتقديم أي تنازلات من الأساس يا أخ العلماني؟ هم لا يتنازلون عن القدس! والعبران يقولون القدس عبرانية. طيب وما الحل؟ ننتظر أن يأتي ملاك بعشرة أجنحة ليعطينا سيناء على طبق من ذهب أم نتفاوض ونبحث عن أفضل الحلول؟
في اعتقادي أفضل الحلول هو ما قام به السادات. لم يكن هناك حل آخر أمامه. بسبب عمله لم يوجد شبر آخر لمصر تحت قبضة احتلال.
وماذا جنينا من الموت يا علماني؟ موت نجني منه لا شيء سوى الموت وحصد الأرواح وإنهاك للموارد. ماذا مثلا لو كانت الضفة الغربية في اقتصادها تشبه الأردن؟ ألم يكن هذا أفضل؟ هل الناس أصلا اقتصادياً مؤهلين لمثل هذا الإنهاك الدامي الرهيب؟
مصر قامت بالسلام واسترجعت حقوقها.

لـ غيرها أن يقلدها ويفعل نفس الشيء يا أخي العلماني.

النعرات العربية الدنكيشوتية ليست هي الحنكة الدبلوماسية لحل القضايا السياسية الشائكة المستعضلة. عندما يكون لي أو لك ابن في فم الحنش فعندها لا يجب أن تأخذنا العنترية ولكن نتحايل على الحنش إلى أن نستعيد ما لنا منه لا أن نقتل المفترس وما بيده وهذا ما يحدث الآن بالضفة وغزة وغيرها.

واسلم لي كذلك بكل ود.
[/quote]

1) الانتماء للعرب يا "ابراهيم" ككل انتماء لجماعة معينة، يعطيك حقوقاً على العرب ويلزمك بواجبات. من هذه الواجبات "ألا تقطع رأسي وترقص به أمام هيرودس"، فأنت لست "سالومه" وأنا لست "يوحنا المعمدان".
السادات باعني، باع دمي، باع تاريخ وطني، باع حاضري ومستقبلي لليهود. فتحييد مصر عن مؤازرتي ودعم قضيتي يعني مؤازرة ودعماً للصهاينة بشكل مباشر. "من لم يكن معي فهو ضدي" في صراع لا يحتمل أنصاف المواقف يا ابراهيم.
وعندما يكون السادات "عربي" وأنا "عربي" وعندنا عدو مشترك نهب الزرع والضرع وشردني، فأن يضع السادات يده بيد اليهود يعني أنه يناصر عدوه على أخيه وبمعنى آخر هو "يخون أخيه" (لأن الأخوة تعني الالتزام تجاه الأخ). فالسادات من هذا المنطلق "خائن" والخائن "نذل" والنذل "حقير وضيع خسيس".

2) ابن "ست البرين" لم يحارب في اكتوبر من أجل نصرة فلسطين، جنود مصر البواسل كانوا يحسبون أنهم يحاربون من أجل فلسطين، ولكن "الساداتي" كان يعرف بأنه سوف "يخون". إنه يهوذا هذا العصر. لا يا صاحبي "الساداتي" أحقر من أن يهتم بفلسطين فهو لا غيرة عنده ولا عرض ولا شرف ولا نزاهة ولا كرامة ولا عزة نفس (ولعل تاريخ أمه "ست البرين" في دار أبيه "محمد الساداتي" كزوجة قديمة وضربها وإهانتها يومياً لعب دوراً معيناً في صقل نفسية الولد "أنور" كانتهازي متآمر لا أمان له). من الجبان لن تحصل على شجاعة يا "ابراهيم، ومن الخائن لن تحصل على وفاء. السادات خاض أكتوبر لأنه كان مدفوعاً إليها، ولأنه كان يريد استعمالها مع بيع "دم جنود مصر وعزتها وشرفها ودم الفلسطينيين وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم" مقابل "فتات موائد اللئام" والارتماء على أحذية اليهود لعقاً وتقبيلاً وبيع أخوته في المزاد العلني.

واسلم لي
العلماني