شكراً جزيلاً على ردك المستفيض الجميل.

مصر الفرعونية اسطورية ودي ما اختلفناش فيها. تظل مصر الفرعونية لغز الألغاز أمام أعتى امبراطوريات العالم.


هذا شيء يزيدني فخر بلا شك.


مصر محمد علي نفس الشيء تقريباً ولكن طبعاً هي لا شيء بمصر الفرعونية.


وعندي ثقة في الشعب وطاقاته المتفجرة... بس فين دلوقتي!! هو ده السؤال. وما الخلاص من هذا القتام المحيط بنا؟

أنا شايف أن البلد في النازل. سبت مصر وكانت معقولة نوعاً. حالياً شوف أي فيلم وتشوف الخيام السوداء والمحجبات في كل مكان وكأنك في إيران التانية. حالياً لو واحدة مش محجبة يا أحمد يقولوا عليها مسيحية. الكل الآن محجبات. الكل لابس الزي الرسمي. بلد يلبس زي رسمي واحد... وخلي بالك من كلمة واحد وحط تحتها عشر خطوط... يبقى فيه تقدير لفردية البني آدم؟ مجهود هدى شعراوي وقاسم أمين راح فين؟ تعب الناس دي راح ع الفاضي. بصراحة وما تزعلش مني... أغلب المصريين الآن موتورين دينيا. ودي اللي مضايقاني بصراحة. شوف مثلا محمد عمارة. هذا كان مثلا كاتب تنويري وينشر أعمال قاسم أمين. استلفت كتب قاسم أمين من المكتبة هنا ولقيتها بتحقيق محمد عمارة. كنت ناوي أصورها بس الورق أصفر وكان ها يبقى لونه أسود في التصوير. محمد عمارة من رجل يقدر للفكر رجاله إلى واحد متعصب ويمكن أن تنعته بما شئت من النعوت ولن أقف في طريقك. فيه كام واحد زي محمد عمارة واللي تحولوا من الاعتدال إلى محاربة العلمانية والليبرالية؟ نلف وأرجع وأقول لك إن المؤسسات كلها عفنت. الكنيسة القبطية واللي المفروض أنها تكون قلعة تنوير لا تختلف بالمرة. البابا تثور ثورته كالحيوان الشرس لو واحدة أسلمت. ماذا يضره الغبي ده لو هي أسلمت؟ طب من فين المسلم ها يتعلم حرية الرأي لو أنت يا قبطي يا مش عارف إيه لا تمارس حرية الرأي من أساسه؟!! الاتنين طينة واحدة والأشكال كئيبة. كنت أتمنى وجود مجتمع أو بالأحرى جماعة ليبرالية في مصر تدعم الفكر الراقي والخيارات الراقية وتقدس الفردية وحرية الرأي وتدعمها ولتكن هذه جماعة الأقباط كنموذج... لكن دول كأنهم جايين من الأدغال ويمارسون محاكم التفتيش وكأن الواحد رجع بمؤخرته كام قرن لعصور الظلام. مؤسسة الله تمارس القمع والقهر؟! صدقني يحصل هذا. طب كيف نتعلم الليبرالية والحرية في الفكر والتعبير إنْ لم تكن أمامنا نماذج ناصعة تحفزنا؟

يا أخ أحمد... كنت عندي ضيف هولندي. عرف إني محتاج كتاب معين. اسمه الدياطسرون وهو مرجع تراثي سرياني مترجم للعربية. الراجل استلف الكتاب ونزل ينقله لي كلمة كلمة بالكمبيوتر. هذا الموقف من هذا الرجل الهولندي ترك بصمة عميقة في نفسي وبسببه قررت أن أكرر نفس الشيء وبسببه هو بدأت في نشر الكتب الاسماعيلية انتصاراً لحرية العقيدة وتصدياً للقمع وانتصاراً لحرية الضمير الإنساني. كان المطلوب نموذج واحد. ما هي النماذج التي تحيط بالمجتمع في مصر؟ ده سؤالي ربما. مش ينفع لو أنت تبص على عيوبي وتكون هي المرجعية ليك والكل يقلدها ونأكل كلنا من نفس الإناء الذي نبول فيه. لابد من دماء جديدة ومرجعيات راقية وبالأحرى ويا حبذا لو كانت لا دينية بالمرة. كفايا عفن المؤسسات الدينية دي واللي عملوه فينا على مر السنين.

وتصبح على خير.

وسامحني لو لساني فلت وقلت كلمة قد لا تعجبك أو في غير محلها وتأكد أن المقصود ليس الاستفزاز أو الإساءة بالمرة بل أتكلم على سجيتي تماماً.