أخي العزيز The special one


كل بلد فيه ما فيه وعليه ما عليه وأنت وأنا نعلم هذا علماً جيداً.

السعودية بها ناس معتدلة وقمة في الجمال. أكثر ناس ألهموني في مراسلاتهم العام الماضي كانت شابة مسلمة سعودية. يوجد غيرها وغيرها كثيرات وكثيرات. كان ما تقوله قريب جداً مما يقوله الأستاذ والأخ الزميل طارح هذا الموضوع؛ وهو أيضا ما يقوله عين صديق لي مثل "الأزهري" والذي ذكرته أعلاه وغيرهم.

المشكلة هي في أين نولي وجوهنا وأين يقع بصرنا: هل يقع على النجوم في السماء أم على الأشواك في صحراء أريزونا والتي كانت كفيلة بإقناعي بعدم الإقامة في أريزونا؟

لو أن في قلبك بقايا إيمان وتريد أن تؤمن بالله وهذا ينسجم مع تكوينك وكلام الأخ داعية هنا يوافق ما في أعماق قلبك فلا تجادله رجاء وإنما حاول أن تبحث عن عناصر الانسجام بما يجعل من هذا الكلام دافعاً لك للارتقاء في حياتك وفي مجتمعك. أنت مسلم ومولود مسلم ولك أن تعيش بانسجام مع ما يتسق وهـُـويتك أو تلجأ للهجوم والتجريح وهذا لا يضر من تنقده بقدر ما يضرنا نحن أنفسنا في أنفسنا ويجعلها مستنقع للمرارة والضغينة ولا سلام ولا طمأنينة. سلام النفس الداخلي وراحتها الباطنية هي أمور لا تقدر بكنوز العالم بأسره.

هل لك أن تقف أمام الفيلسوف سقراط العظيم وتسأله لماذا قال لتلميذه في وصيته الأخرى "لا تنس أن تقدم النذر الذي علينا وهو الديك" وتسأله عن المنطق وراء ذلك!

أين المنطق؟

وديك لماذا يا سقراط؟

وأين العقل؟

أنت رجل فيلسوف وتأتي وتقول لي نذر وخزعبلات! أين فلسفتك وأين حكمتك يا شيخ الفلاسفة!!

ومع ذلك أخر كلمات سقراط قبل أن يفارق الحياة لتلميذه هي:

ًWe owe a cock to Esculapio

علينا ديك لـ إسكولابيو.

وطالماً إسكولابيو له ديك يا أخي العزيز فرجاء أن تعطيه هذا الديك ولا تحلل لي من أمر الديك شيء بل افعل ما هو واجب وما هو مطلوب وكفانا تفلسفاً وليس كل أمور الحياة لها تفسير... من فينا يقدر أن يشرح الاستقطاب في الجاذبية أو في استقطاب فلانة لنفسي وانجذاب قلبي ورائها دون سواها؟! أمر بسيط كالاستقطاب هو سرّ ولا نستوعبه ومع ذلك الحياة مفعمة بمثله بالكثير والكثير.

قرّ عيناً وكف عن النقد وليطمئن قلبك بالإيمان.