الحر
عضو رائد
المشاركات: 2,763
الانضمام: Mar 2006
|
الكوني والعالمي والعولمي
Array
فهل من آراء أخرى
[/quote]
بالطبع هناك آراء اخرى خاصة وانك خالفت احد الرموز "الضرورة" بالنسبة للحر, اقصد بودريار :D
ولكن سامحك الفلاسفة ... لم ادرجت ردك في الاقتباس ؟
حيث ان الاقتباس من الاقتباس مشكلة عويصة :(
لنبدا من قولك:
الثقافة لا تضيع قيمها . و المجتمع الذي ينتج ثقافة معينة فهو لا يتخلى عنها ما لم تأت ثقافة جديدة ذات قيم جديدة تبزها تقدما و افضلية ،و عندها تنتهي القيم القديمة و تضمحل لوحدها .
اقول:
هذا الامر كان يصح في الزمن القبعولمي اما الأن فان الحكومات بوساءل إعلامها الموجهة تستطيع تحويل هوية الشعب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار , والعكس بالعكس. كمثال مصر الناصرية و مصر المباركية, او إيران الشاهنشاهية وإيران الخمينية, وروسيا الشيوعية وروسيا الراسمالية ...
فبودريار حين قال:(ان ثقافة أضاعت قيمها لا تستطيع الا أن تنتقم من قيم الثقافات الأخرى). لا يدعي بان الثقافة و القيم لا تتبدل و تتغير بتغير الزمان, بقدر ما يعيب عليها انتقادها و "انتقامها" من ثقافات اخرى لانها لازالت تتمسك بقيمها.
و ردا على فقرة: (لا يكون الانسان الا بهويته ولا تتشكل الهوية الا عبر شغل جماعي يقوم به عدد من الناس،لكن هذه الهوية تظل فقيرة وتنحرف نحو التعصب والانغلاق).
قلت: لا يمكن لعملية صنع الهوية لدى شعب معين ان تكتمل . فالهوية هي عمل دائم ، متواصل ،و مستمر من اجل تحقيق ذات ذلك الشعب . و لهذا فان ليس هناك ما يمكن ان نقول عنه انه هوية ناجزة لاي شعب . الا اذا قصدنا بذلك احد مظاهر هوية قديمة تجاوزها الزمن . فالهوية هي ظاهرة واضحة في زمان و مكان محدد ، لشعب ما و تعبر عن خصائصه التي تميزه عن غيره في كافة المجالات . و الهوية لا تكون الا آنية . و لهذا فليس هناك هوية مطلقة ، يمكن ان نقول عنها بانها تنحرف عن جادة السبيل ، او تنحرف نحو تعصب و انغلاق . فالانحارف سمة من سمات الشخصية الفردية ، و ليس الهوية الجمعية لشعب ما .
و اقول: ليتك اكملت الفقرة, فهذه الاوصاف و النعوت مقرونة بما اوضحه الكاتب بعد هذا المقطع حيث يقول: لا يكون الانسان الا بهويته ولا تتشكل الهوية الا عبر شغل جماعي يقوم به عدد من الناس،لكن هذه الهوية تظل فقيرة وتنحرف نحو التعصب والانغلاق اذا لم تنفتح وتعترف بحق الآخر في الوجود والاختلاف والتنوع لكن كما يمثل التعصب لهوية ما خطرا ينتهي بنفي الآخر وتهميش الغيرية وتحويل العلاقة بين البشر الى علاقة صراع فان الاتصال بالثقافات الأخرى قد يمثل تهديدا لهوية ثقافية حين تصير ظلا للآخر منبهرة ومشدودة لانجازاته فتقف عاجزة عن الإبداع ويتحول كيانها بلا خصوصية تشدها الى الأصل وبلا مشروع كوني تقبل به على الآخر وتندمج معه في بناء هذه الكونية.
و ردا على هذا المقطع:
"من هذا المنطلق يرتبط العولمي بنشر التقنيات والسوق والسياحة والإعلام.أما الكوني فهو يهتم بنشر حقوق الانسان والحريات والثقافة والديمقراطية "
تقول:
ماذا نلاحظ هنا ؟ نلاحظ ان لا تعارض بينهما بل تمايز في الوظيفة . لكن الا نفهم ايضا بان الكوني لم يقصر في نشر التقنيات ( و الا فكيف عرفنا بنظريات فيثاغورس او غيره من الفلااسفة و العلماء عبر العصور ) و السوق ( اولم تنتشر السوق الرومانية مع الفتح الروماني لاراضي الغير ،و من قبلها السوق اليونانية ، و كذلك السوق العربية أثناء انتشار الجيوش العربية في بقاع الارض باسم الثورة الاسلامية ! ) و السياحة ( ما دامت الامبراطوريات قائمة فان الامم التي استفادة منها اصبحت مصدر دخل و و قدرة على السياحة في ارجاء الامبراطورية . فالعربي كان سيدا اينما ذهب في عصر الفتوحات العربية ،و الروماني كان سيدا في عصر امبراطوريته ،و الامريكي اليوم ن هو سيد السياحة اينما ذهب ، حيث ان الدولار هو العملة الاكثر شغفا لكل الشعوب ) و اصل بهذا الى ان بودريارد يتلاعب بالمصطلحات ، منطبقا مما يعتبره من سلبيات العولمة ،و ما يعتبره ايجابيات الكونية .
اقول:
طبعا هنالك تداخل اقتصادي تم و سيظل بين البشر, سواء في حقبة الكونية او ما بعد الكونية (العولمة) و في المجالات الانسانية كافة, و لكن النقطة الجوهرية التي يركز عليها الكاتب في هذه المقالة اجمالا, هي ان الكوني كان يحافظ على "خصوصية الآخر" و "قيمه" بينما العولمة "تذوب" هذه الخصوصيات و القيم على حساب انماط استهلاكية و نفعية.
وردا على هذه الفقرة :
(لقد امتلك الكوني بماهو ثقافة المتعالي والذات والمفهوم والواقعي حظه التاريخي عندما عمل على إدماج الخصوصيات مع الإبقاء على اختلافها ضمن الكل المشترك كاختلافات لكن لم يعد من الآن فصاعدا ينجح لأن العولمة كفضاء للافتراضي والرقمي والمحايث والمرئي انتصرت عليه وقضت على كل الفروقات ولم تبق الا خصوصية واحدة مهيمنة هي ديانة توحيدية جديدة هي ديانة السوق).
تقول:
لاحظوا هنا التلاعب بطريقة العرض و الاضاءة لوصلنا الكاتب الى رفضه للعولمة ،و هو رفض غير مبرر ، وربما لو انه قال بانه يرفض بعض اشكالاتها لما انتقدناه ، فلكل ظاهرة انسانية اشكالات محددة تعتبر نقطة ضعف بحق تلك الظاهرة . اما هنا نجد بودريارد يمتدح الكوني في انه "عمل على ادماج الخصوصيات مع الإبقاء على اختلافها ضمن الكل المشترك كاختلافات " ، و يطعن في العولمية انها " وقضت على كل الفروقات ولم تبق الا خصوصية واحدة مهيمنة هي ديانة السوق" .حسنا ، أين التلاعب ؟ لنأتي الى الكوني : نحن نعرف بان الذي نشر حقوق الانسان هو الحداثة ، اي العولمة ، و ليس مجرد انها طبعت منذ مئتي سنة في ملف معين في دولة معينة . فالناس لم تسمح بحقوق الانسان الا مع بداية هذا القرن ، حيث كانت الفكرة حكرا على نخبة محدودة من رجال القانون ،و قلما تداولها رجال السياسة . اما مع ظهور العولمة ، فنجد ان قضية حقوق الانسان ،و المساواة ،و حقوق الشعوب ،و حقوق المراة قد اصبحت الشغل الشاغل لكل كبير و صغير،و بل وز لكل سياسي ، يوميا ! اذا فبودريارد يغمط العولمة حقها ، لصالح الكوني . علما اننا لو تحدثنا عن الكوني بدقة لوجدنا ان بودريارد لم يكلف نفسه شرح فهمه لمفهوم الكوني . بل ترك الامر ضبابيا لكي يستخدمه في طعن العولمة . و اعجب كيف ان الكوني حاتفظ على الخصوصيات ن خاصة اننا عندما نتحدث عن فكر كوني نكون كمن يتحدث عن فكر تجاوز خصوصياته ليشكل لنفسه خصوصية كونية مختلفة عن الخصوصية المحلية . و لقد كان الفكر القديم المنادي بالكونية ( Universality) وهو ما يدافع عنه بودريارد - كما فعل نيتشه تماما في دفاعه عن الروحانية اليونانية ،و تقديسه للاله ديونيسيوس - هو من أرسل الاسكندر ليحتل العالم و ينشر الفكر اليوناني و الثقافة اليونانية . اي انه كان يهدف لهدم الخصوصيات بدلا من تشجيعها كما تفعل عولمة اليوم ، حيث اصبح بامكان اي شخص ، او حتى اي طفل في العاشرة من عملاره ان يطلع على ثقافات شعوب بعيدة عنه زمانيا و مكانيا ، عبر الانترنت ، اي عبر العولمة .
اقول:
اولا الحداثة (Modernity) كمفهوم بدا تداولها منذ القرن التاسع عشر مع بداية الثورة الصناعية. اما حقوق الانسان (Human rights) فهي وجدت تاريخيا منذ عهد داريوش في بلاد فارس, مرورا بالمقالات الاثناعشر للفلاحين في المانيا عام 1525 م , واعلان الاستقلال الاميركي, وصولا للوائح و قوانين حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة التي انشات عام 1945 م.
بينما مفهوم "العولمة" تم تعريفه و تداوله في الربع الاخير من القرن العشرين! فلا دخل من قريب او بعيد , ولا فضل للعولمة في اي مما تفضلت بذكره. وليس بودريار هو الوحيد الذي عارض العولمة , فهناك قائمة طويلة عريضة من المفكرين و الفلاسفة من كافة المشارب والجنسيات تقف ضد العولمة. فعلاوة على تكريسها لهيمنة القوى الاقتصادية الكبرى عن طريق التجارة "الحرة" وكل ما تحويه من قوانين و اشتراطات كالغاء التعرفة الجمركية, وفتح الابواب على مصراعيها للشركات العالمية للاستثمار , و تنقل رؤوس الاموال و "الافراد" مما يؤدي لانهيار و انصهار الاقتصادات الوطنية بداخل هذه التكتلات الضخمة ومن ثم "فرض" انماط اجتماعية عن طريق التسويق و الاعلان و الترويج تنتمي لمجتمعات الدول الصناعية, مما سيؤدي بالنهاية الى تطويع و استنساخ المجتمعات ذات الثقافات والخصوصيات المختلفة , في نمط و ثقافة السوق و بالتالي الغرب.
و قد اقتبست من المقال:
أما العالمية فهي جماع تفاعلي وتثاقف ونزوع يعتبر التنوع والتعدد والاختلاف أمور ضرورية بالنسبة الى بناء الحضارة الانسانية.
وقلت انت:
بغض النظر عمن يتحدث هنا ، انظروا كيف تبدو الدوغما و التلاعب بالالفاظ . فلنستبدل عبارة العالمية بالعولمة ، و نحصل على ما يلي :
"أما العولمة فهي جماع تفاعلي وتثاقف ونزوع يعتبر التنوع والتعدد والاختلاف أمور ضرورية بالنسبة الى بناء الحضارة الانسانية" هل تجدون اي تناقض في هذه الفكرة . الا تجدون بان العولمة المتمثلة بوسائل الاعلام و الاعلان ، اليوم و حرية السوق ،و نشر التقنيات ،و السياحة ...الخ هي جماع تفاعلي و احترام للتنوع و الخصوصيات المجتمعية و احترام الاختلاف بين البشر !!!
واقول: نعم اجد تناقضا كبيرا في هذه الفكرة.
ساقتصر على هذا القدر, فباقي الآراء التي تفضلت بذكرها تندرج ضمن نفس هذه الافكار.
واختم بالشكر على مرورك الكريم اخي اوارفي :Asmurf:
(f)
|
|
04-18-2009, 07:40 PM |
|