Arrayعلى الاقل يا ابراهيم و انت شخص مستنير و كنت سابقا في جماعة الاخوان المسلمين لا بد انك تعرف بان الاية ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) لا علاقة لها بشعور المسلمين تجاه اليهود و النصارى , بل هي تصوير الهي لعدم رضى اليهود و النصارى عن النبي ( ص)و لا ادر كيف حولتها الى تعبير عن عدم رضا المسلمين عن اليهود و النصارى. [/quote]

الأستاذ الصفي:

أشكرك على مشاركتك وتجاوبك معي.

الآية تعكس الانطباع العام لدى النبي ومن يتبعه في ظنه باليهود والنصارى وأنه لا ينال رضاهم سوى بعد اعتناق ملتهم. ولكن هنا سؤال: أليس الكلام ذاته ينطبق على محمد ورسالته؟ متى يرضى محمد عن غير المسلم كل الرضى؟ أليس هذا يتم عند قيام غير المسلم بالرضوخ للرسالة المحمدية والإيمان بها بالكامل؟

ومن قال إن اليهود لا يرضون عن النبي حتى يتبع ملتهم يا أخ الصفي. أبسط أدبيات الديانة اليهودية هو عدم التبشير وإنه لو جاء شخص يقول إنه يريد اعتناق اليهودية فيجب صده في البداية حتى التأكد من نواياه. الأمر ذاته في المسيحية إنهم كانوا لا يقبلون بسرعة بتعميد أي شخص بل يجب فحصه فحص دقيق والتأكد تماماً من أفكاره قبل قبول خطوة العماد. الأمر في الإسلام يختلف: عليك أن تقول الشهاداتين وأوتوماتيكياً تصبح مسلم وتلتزم عندها بالالتزامات المطلوبة منك كمسلم وما يتبع ذلك من واجبات والتزامات كثير منها جبري لا اختياري.


المسلم يتصور أن اليهود والنصارى لا يرضون عنه إلا إذا اعتنق ملتهم لأن مؤسس الإسلام الأول غرس هذه العقلية لديه في القرآن "نص المسلمين المقدس". هذا له انعكاسات وأولها أن المسلم يفكر في كل شيء من منظور ديني ويصعب عليه قبول الآخرين له كما هو وبعيد عن دائرة الدين. يصعب عليه أن يتوقع الآخرين يرضون به ويقبلون به كما هو لحسن أخلاقه ونبله ولنضع الدين جانباً باعتباره قدس أقداس المؤمنين وعلاقة حميمية شخصية فردية لا دخل فيها للناس بما يستبطن الفرد من إيمان أو عدمه.

والمسلم ينظر للنصراني يا أخ الصفي بهذا المنظار. نظرة المسلم في كثير من الأحيان غالباً ما تكتنفها الريبة والشك والخيفة وسوء الظنون وعلامات الاستفهام وإلا بأي حق يريد هذا النصراني من مد يده ليتضامن تضامن صادق مع أخيه المسلم؟ لابد إن المسألة فيها أجندة ومؤامرة وخبايا على المسلم أن يتبينها وخاصة إن القرآن سبق وأن قام بالواجب وقال له إن اليهود والنصارى هؤلاء لا يرضون عنه حتى يكون في صفهم وهم في صفه.

أخي الصفي: هل في قرارة نفسك أنت فعلا مقتنع بـ أن الإسلام كدين يدعم الاختلاف بالمفهوم الليبرالي الحديث المتعارف عليه؟

أرجوك كن صريح. سأقوم أنا من جانبي بالصراحة وأقول لك إن المسيحية ذاتها لا تدعم هذا الاختلاف بسهولة والإنسان بطبعه تملكي احتكاري ويريد لجميع الخلائق أن يكونوا على شاكلته.

كم واحد يا صفي يدعم قضية النصارى في المشرق ويتعاطف مع ظلم الأقباط بمصر؟ يا أخي حتى أعتى اللا دينيين بمصر يصبح إخوانجي عندما يتعلق الأمر بالأقباط واضطهاداتهم.. أمور تخلي الواحد يخرج من شعوره رغم أني لا أطيق كثير من الأقباط. لكن ضميرنا الإنساني يأبى علينا إلا أن ننتصر للإنسان يا أخ الصفي ونقف في صفه ونتضامن معه في ظلمه واضطهاده حتى لو كان من عابدي القرد.