في هذا اليوم قررت ان افند موضوع كامل عن الايام الجميلة التي عشناها مما مضى من حياتنا فسنتعيدها هنا سوياً بحلوها ومرها. تلك الايام الجميلة التي مضت بحلاوتها وعذابها وعذوبتها والتي بقت عالقة في اذهاننا على مر الدهر لن تعود يوماً سوى لذكريات ولحضات بسيطة عندما نستذكرها بين الحينة والاخرى. دعونا نعطي الماضي الجميل حقه، دعونا نعطي هذا الماضي القليل القليل من حقه. فتستشعر أحاسيسنا بذكرياتنا فنرسم البسمة على خواطرنا مما تجلى به الزمن وطوى.

لن اكون بخيل فـسوف احاول بقدر الامكان ذكر التاريخ لأي زمن اراه جميل في حياتي:).

احلى ايام العمر كانت بدايتها عام 1988 او 1989 لا اذكر بالضبط عندما كنت طفلاً واقطن في عروس الشرق الاوسط " الرياض " وكنت حينها ابكي كثيراً عندما تذهب والدتي لوحدها الى السوق . وبعدها بسنة 1990 على مااظن سمعنا ان هناك حرب بين العراق والسعودية فهرب معظم سكان منطقة الرياض الى خارج المملكة او مكة وجدة. معظم الشوارع اصبحت خالية قل ماتشاهد سيارة من وقت لأخر . لم يبقى سوى منزلناً عامراً من بين سكان الحي، عني لم اخشى الحرب نهائياً ولم اهتز لشعرة واحدة. اكثر ماكان يميز الرياض غير استنفار سكانها وخلو شوارعها -هو اصوات الانذارات الكئيبة التي تنذر بصورايخ عراقية فوق اجواء منطقة الرياض. ومن ذكرياتها الجميلة اننا كنا نصعد الى السطح لمشاهدة الصواريخ العراقية.



لم استطع نسيان الزمن الجميل حقاً في احضان سوريا وثنايا لبنان عام 1999م حينها كانت طفرة سوريا وعز لبنان على أوجه. فلم يكن هناك حزب الشيطان ولا ابو لحية. تجولنا في دمشق و الهامة والزبداني وبلودان والتل. أتذكر المعرض الدولي العربي المزدحم جداً بالزوار حينها كنا ممثلين لبلدنا. أكثر مااعجبني في سوريا هو صفاء جوها ونعومة طقسها والمناظر الخلابة. أضف الى كل هذا الأكل السوري. توقفنا عند محل للفطائر، اشترينا منه مره فأصبح غدائنا او عشائنا المفضل، لم ارى مثل هذه المحل في طبخ الفطائر. على الرغم من عشقي للفلافل والحمص والحمص باللحم و الكباب ايضاً الا ان الفطائر السورية غلبت كل هؤلاء المنافسين ولم تعد تعني لي شيء . لم اذق بحياتي مثلها ـ جميع انواع الفطائر الساخنة مالذ وطاب بدأً بالسبانخ ومروراً بالجبن وانتهاء باللحم. لم اذق بحياتي مثلها حتى اليوم. واذكر ايضاَ مما ميز سوريا هو الشعارات الممجدة للرئيس السابق حافظ الاسد. في كل مكان وفي كل زاوية ولا استطيع نسيان ذاك التمثال المنصوب في قلب دمشق للرئيس. واتذكر ذاك السوق الشعبي الجميل الممر الممتد من الداخل وعلى يمينه وشماله محلات اعتقد ان السوق شعبي ولم يكن من الاسواق الفارهة ذو الماركات المسجلة.بعدما انتهينا مررنا بمحل يبيع بسبوسة بالقشطة معظم المتسوقين متكدسين في هذا المحل الصغير اكلنا تلك البسبوسة الساخنة من ايادي سورية زي مايقولوا " بتاكل اصابيعك " وبشكل أدق " بتاكل ملعقتك ".


واذكر اننا اتجهنا بالسيارة الى لبنان فهي قريبة الى حد ما من سوريا. ذاك الصباح الجميل على نسيم الهواء البارد اتجهنا بالسيارة الى لبنان وفي الطريق توقفنا لتناول الغداء في مزرعة عائلة سوريا اكلنا عندهم " مندي سوري ":).عاودنا السير وبين تلك الجبال الخضراء والمناظر الجميلة وصلنا الى لبنان وما كان يميزها هو انتشار الجالية الشيعية بعمامتهم وسراويلهم ذات المقاس الاكبر.

واليكم مقتطفات من الايام الجميلة في لبنان هي منطقة الحمراء وبحر الروشة من انظف بحار العالم. الشعب اللبناني طيب وكريم اتذكر صلحنا سيارتنا لما تعطلت في احد الورش ولم يأخذ علينا لا ليرة لبناني او سوري. مساءً توقفنا عند محل حلويات في شارع الروشة يسمى " سي سويتي " جميع انواع الحلويات الشهية أخذنا مانريد وتوقفنا مساء في احد المناطق الجميلة لايحضرني اسمها الان فاستمتعنا بأكلها مع المناظر الجبلية الرائعة.

تذوقنا المشاوي في احد مطاعمهم ولم تكن بالمستوى الذي نطمح اليه. تمشينا في ضواحي بيروت والجو كان خيالي برودة لطيفة. اذكر اننا سرنا على جبالهم وكان الضباب الكثيف مغطي لحركة السير تقريباً.

لدي الكثير من ايام الزمن الجميل والتي اتمنى ان تعود ولو في المستقبل.

احلى وردة:redrose:لكل عشاق الزمن الجميل - والذين لازالوا يحملون ذكريات هذا الزمن في طياتهم ويستذكرونه محاولةً لإرجاعه بين الحينة والاخرى.

لي عودة

(f)