سيد بهجت
الا تظن ان مقاربة الازمة (المصرية ) هنا في هذا المنتدى الكريم قد اخذت حيزا كبيرا من الابتذال من جانبكم وجانب السيد (كوبي بيست )
يكفي أن يطالع المرء بعضاً مما تكتب جنابكم او يلصق صاحبكم هذه الأيام حتى يتأكد من ذلك ويدرك إلى أي قعر وصلت في تناولك لقضايا غير متعلقة بالازمة اساسا بل اردت ان تربطها بها ربطا منهجيا ولم تفلح لان المسائل العقدية لا تخص حزب الله ولا ايران .
ولا يوجد شيعي على وجه الارض منذ 1400 سنة بما فيهم المعارضين لحزب الله لا يؤمن بأن الامام المهدي عليه السلام سيقيم حكومة اسلامية عالمية عادلة على كل الارض ، هذه عقيدتنا ووعد ربنا ونبينا وأئمتنا ولا نستحي بذلك ولا دخالة لنا بتعجيل الامر او تأخيره لاننا نتعاطى مع الاحداث بواقعها الموضوعي ، وكان وعد ربك مفعولا

فلماذا تصر ان تخرج ملطخا من خلال طرحك وتقارب الازمة الحاصلة بين مصر وحزب الله بشكل مغاير وفاقد للتوازن والرصانة الذي عرفناك بهما
او تظن اننا عاجزون عن الرد ام معرضون عن الابتذال ؟
وبما انك تتماهى مع نظامك المصري المتصالح والمتحالف سياسيا وامنيا مع الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة , وانت حر في خيارك
لكن طريقة تناولك للحدث قد فاق بكثير رطانة النظام المصري وصحافته في الاثارة لتصل الى التهديف والتحريض على التشيع كفكر وعقيدة من خلال نافذة حزب الله وايران
لماذا هذا الابتذال وخلط الامور ببعضها للتعمية ؟
الهذه الدرجة اصبحت فاقدا للتوازن في مقاربتك للحدث ، مع انه يوجد اخوة وزملاء مصريين وغير مصريين (ولن اسميهم لأنك تعرفهم ) لا يلتقون معنا لا في العقيدة ولا في السياسة وتناولوا الموضوع (الحدث) هنا بطريقة تسمح للقارىء ان يخرج على الاقل بصورة واضحة عن وجهات النظر المتعارضة وبدون الوقوع في فخ الافتراق بين التوازن وعدمه

المهم
ما يعنينا هنا هو الحدث وابعاده ولا شيء آخر ويمكنك ان تفتح شريطا آخر لفكر الشيعة وعقائدهم ونجيبك بكل سعة صدر

بالنسبة للحدث وبعيدا عن الخلط بين أفعال المقاومة (ومنها ايصال السلاح إلى غزة) وبين الممارسات الميليشياوية المسلحة لباقي الاطراف على الساحة اللبنانية
ما يسمى بالأمن القومي المصري يا عزيزي ارتبط تاريخيا بحقبة جمال عبد الناصر وبمفهوم تلقائي بخص كل العرب ويفهمه كل الرأي العام العربي والعالمي ارتبط بمواجهة الخطر الإسرائيلي وليس شيء آخر ، الا ان تسميه اليوم بامن النظام المصري ، اما (القومي) فلا ودونك خرط القتاد
ومع ذلك لم تتعرض المقاومة لامن النظام حتى عندما حصلت تدخلات سافرة في الشأن اللبناني من جانب مخابرات عمر سليمان سنة 93-96-و2006 التي كانت تتجسس على المقاومة لصالح المجهود الحربي الاسرائيلي ، حتى في احداث مايو 2008 اعتقلت المقاومة ستة ضباط مخابرات مصرية في اوكار ومراكز (تيار المستقبل الميليشياوية) اصغرهم برتبة مقدم وسلموا الى القنصل المصري العام في بيروت (الذي نقر بنزاهته وعدم معرفته بالامر ) سلموا الى سفارة بلادهم بدون ان يحقق معهم او يحتجزوا كل ما حصل ان معداتهم الالكترونية وحواسيبهم وكاميراتهم صودرت فقط ، وستكشف لك الايام ما كان خافيا
على سبيل النكتة التي يطلقونها اليوم في الشارع اللبناني مع فكاهتها لكنها سوداوية ، تقول النكتة : ان احسن طريقة للافراج عن سامي شهاب في مصر هو ان تخطف اسرائيليا وتفاوض ليبرمان ونتنياهو ولا داع لمفاوضة مبارك او عمر سليمان .
المهم ان تعرف ان مسألة المقاومة لم يتجاوزها الواقع السايسي بل هي تجاوزت الواقع السياسي لان ارتداد مفهوم الأمن القومي المصري بعد حقبة عبد الناصر وبعد سقوط حاجز العداء بين إسرائيل والنظام المصري وانتقال الكيان الصهيوني إلى موقع الشريك الكامل في الصفقات الامنية والسياسية والاعلامية والتجارية، كان لا بد من ترتيب مختلف يعيد ملء الفراغ الناجم عن غياب العدو التاريخي والاستراتيجي للمصريين والعرب ،فاخترع النظام المصري لهم العدو الشيعي الفارسي
وكان لا بد من صيرورة تعيد الصراع الى وجهته الحقيقية مع الكيان الصهيوني وبانه كيان عدواني على كل الاوجه الانسانية .هذه نتيجة تكوينية يا عزيزي وقد اشار لها القرآن الكريم تحت عنوان الاستبدال (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم )

يتبع