يا حليلهن..يا زينهن..هالابل وهي تراقص..!!

بعد الثورة البترولية الأولى وارتفاع سعر البرميل في منتصف السبعينيات الى أكثر من 45 دولار للبرميل بواقع 22 مليون برميل يوميا, واكتنز بدو الصحراء بالمال الوفير و الخير و النعيم و غدا البدوي من رواد الشانزليزيه بباريس و البيكاديلي بلندن. ثم اندحار الجيش العراقي أمام القواتالأمريكية التي هبت لنجدة بترول الخليج بنصرة وتأييد زعماء الخليج, ابدت كثير من شعوب الدول القريبة من الجزيرة العربية بالكراهية و التآمر على هذه الدول الحديثة التي اثرت دون عناء ثراء فاحشا لا نظير له, وتتآمر ضد دولة عربية شقيقة عراق صدام..!

و حين يتطرف اليمين يظهر مقابلا له يسار متطرف. وهذا اليسار و اليساريين سواء من مصر أو سوريا أو فلسطين أو من السعوديين و الخليجيين أنفسهم, زاد حنقهم على حكومات و شعوب تلك الدول الهشة و تلك المحميات الغربية التي لا تملك سوى تريليونات الأموال لتصبها في بنوك الغرب, هذا اليسار بات همه هو اسقاط نلك الدول أو الانقلاب على حكامها لوصول الى الحكم لتوزيع الثروة (هكذا أدعوا)..

الا أن الغرب تفتق ذهنه ليخرج بفكرة لا مثيل لها. للتوازن في الخليج بين اليمين الثري و اليسار الحانق, ابتدع الغرب فكرة قطر و قناة الجزيرة, التي تعد عطارد اليمين الجاذبة لنيازك اليساريين الموجهة الى حكام الحليج و الخليجين الأثرياء..

قناة الجزيرة التي تختبيء خلفها قطر بغازها المسرب الى اسرائيل, وبأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط هي التي جذبت اليساريين اليها لاخراج ما يجثم على صدورهم من قيح سام. ولاتمام المشروع بشكل جاد, استقطبت الجزيرة التي تدار أمريكيا و اسرائيليا ببراعة, استقطبت من المذيعيين اليساريين الأقحاح لتصدر واجهة الجزيرة و استضافة كل اليسار العربي بدءا بهيكل و خطابات بن لادن مرورا بخطب نصر الله و حماس و الحماسيين و كل من في قلبه "يسارة" واحدة ليس له منأى سوى الجزيرة..

و هكذا استطاع الغرب أن يحمي ثرواته في الخليج بأن يخلق مدينة صناعية يسارية تلم اليساريين الحاقدين على اليمين بعد أن شتتهم حظهم البائس في اصقاع الأرض بحثا عن وسيلة اعلامية تنقل قولهم و رأيهم في حكام الخليج الكفرة السفلة أزلام الغرب..

لا يمكن أن تكون قطر دولة يسارية. كل مكوناتها من اليمين, بل هي من اليمين المتطرف أكثر من كل الدول الحليجية. فهي الدولة الوحيدة في الخليج التي تقيم علاقة دبلوماسية مع اسرائيل و هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تهب اسرائيل غازها, وهي الدولة الوحيدة في الخليج التي تسضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية تلى أرضها في مواجهة ايران..

حين حضر تشافيز الى قطر مؤخرا و نادى أميرها ب"الأمير الأحمر", ابتسم الأمير السمين و قال له "ابيض" فقام تشافيز بتغيير الاسم الى الأمير الأبيض دون أن ينتبه الى كل ما تحويه قطر من يمين لا يضاهى بأي دولة يمين في العالم..

هل أنا أذكى من الجميع؟ على الأقل هل أنا أكثر ذكاء من تشافيز؟ اذا كان تشافيز بهذا القدر من الادراك فهو اذن لا يستحق كل هذا الاعجاب و التقدير من قبل اليساريين العرب..!

حسام راغب..