جميل يا حكيم .. من الجيد انك تطرقت للحديث عن الرائع بوذا والبوذيـة ..

فعلاً كم هو رائع هذا الإنسـان ، فقد كان يرى إن حياة الإنسـان معتمدة على الأخلاق بعمق ، وان من يتبع الطرق النبيلـة ذات الطيات الثمانية ، والذي تفضلت مشكوراً بذكرها ، يجب ان يكون متمسـكاً بالمبادئ الأخلاقية الرفيعة من التسـامح والمـغفرة .
إن العنف .. السـرقة .. الاعتداء على الأخر كلها أمور مـحرمة ، وكثيراً ما نقرأ عن البوذي الصالح ، انه وديع ومسـالم ولا يؤذي حتى الحيوانات ، مـتواضع لا يسعى وراء الحكم لإخضاع الآخرين .. مليء باللطف صدوق متعاطف مع جميع الأحياء التي تتنفس ، لا يـأخذ ما ليس له ويقبل ما يعطى له وبذلك تحصل له البركة .
ينفذون تعاليـم معلمهم بهدوء وصمت .. معلمهم الذي كان يحمل شـكوكاً كثيرة تجاه مغزى التأريخ البشـري .
كان يعيش في بلد ذي مناخ اسـتوائي حار ، حيث تفشي الفقر و انعدام الثقافة .. ولا وجود للعلـم ، في تلك الظروف الصعبة والمناخ القاسي كان من المـدهش وجود مفكر حاد الذكاء ، حصل على الاسـتنارة في لحظة تتويج وهو مسـتغرق في التأمل تحت شـجرة " ألبو "



بالنسبة لوجود " إله " أو " آلهه " أو عدمه في البوذية ، كنت أتمنى ان يتم تسـليط المزيد الضوء على هذا الجانب المهم من هذه الديانة ؟
خصوصاً انه وحسب دراسات " دولا ساسي " و "ريا دافيد " فان التركيز الأسـاسي في التعاليم البوذية هي على ( الذات العظيمـة ) ، مع القليل من الأنا الفردية ولكن الرهبان البوذيين يبالغون من الانتقاص من الأول لذالك نسبوا "لغوتامـا" أحاديث وأقوالاً عديدة عن الأنا .
بمعنى ان هذه الأقوال لم تجر على لسـانه ولكنها جاءت من شـروحات الأجيال اللاحقة على تعاليمه .

كما حلل " غوتاما" ( الذات العظيمـة ) ، وبّين انها غير مـا يعتقده عامـة الشـعب ، وإنها هي الأسـاس الذي انبثقت عنه سـلسلة من الانطباعات الحسـية .

حتى سبينوزا أيضاً تحدث عن انه في بدايات " غوتاما " جاء رجال يسـألونه عن المسـاعدة في البحث عن امرأة سـارقة ، فسـألهم غوتامـا : أيهما أفضل ، البحث عن امرأة والانتقام منها أم البحث عن الذات العظمى في أغوار نفوسكم ؟
فأجابوه ان الأخير أفضل فطلب منهم الجلوس والاسـتماع إلى درسه . وهكذا بداء .
طبعاً لا أعرف بالضبط ماذا قال في ذالك الدرس ولكن طلبه البحث عن الذات العظمى ألا يعني وجود نوع ما من الآلهه في البوذية ؟ ، وإن كان من النوع الغامض واللامفهوم والصعب ... إن شئت شبهه بالذوات التي وردت في الأسفار الأوبنشادية .