مقالة للمفكر الاسرائيلي اسرائيل شاحاك عن الابعاد الدينية و التاريخية و الثقافية ''لظاهرة البصق على الرموز ا لمسيحية '' من قبل اليهود المتدينين.
*********************************************
اسرائيل شاحاك *

ان ازدراء الرموز الدينية المسيحية فريضة دينبة قديمة في اليهودية. البصق على الصليب وخاصة الصليب الذي يمثل عليه المصلوب والبصق عندما يمر يهودي بكنيسة اصبح فرضا الزاميا للمتدينين اليهود منذ 200 بعد الميلاد .

في الماضي عندما كان خطر العداء للسامية حقيقيا وماثلا كان حاخامات اليهود يأمرون اليهود اما بالبصق بطريقة لاتشي بالسبب او البصق في صدورهم وليس فعلا على الصليب او علنا امام الكنيسة .

ومع ازدياد قوة الدولة اليهودية اصبحت هذه الممارسات اكثر علنا مرة اخرى ولكن يجب الانتباه : ان البصق على الصليب بالنسبة للمتحولين من المسيحية الى الديانة اليهودية ينظم من قبل الكيبوتز وتموله الحكومة الاسرائيلية هو جزء من طقس ديني يهودي قديم. وهو لهذا السبب طقس بربري ومخيف وشرير ، لأن احياء ماهو تراثي يكون خطرا احيانا كما ان تجديد العداء للسامية التي غذتها النازية تصبح خطرا لأنها في جزء منها تلعب على تراث معاداة السامية .

وقد نمت وجهة النظر البربرية هذه في ازدراء رموز الدين المسيحي في اسرائيل. في الخمسينات من القرن الماضي اصدرت اسرائيل سلسلة من الطوابع البريدية التي تمثل صور المدن الاسرائيلية . في صورة الناصرة كانت هناك كنيسة وعلى قمتها صليب يكاد لايبين ربما كان بحجم مليمتر . ومع هذا اثارت الاحزاب الدينية مدعومة بالكثير من اليسار الصهيوني فضيحة وسحبت الطوابع بسرعة من السوق وبدلت بصورة اخرى لايظهر فيها الصليب الميكرسكوبي بتاتا .