يدل في اعتقادي على جهلنا بمنشأ اللغات السامية وأنها تقريباً في الأصل لغة واحدة وتفرعت منها لغات هي في واقع الأمر لهجات لهذا المصدر السامي الواحد.

نقول بالعربية الفصحى أو ما يسمونها بـ "الفصحى" هذا وفي مصر نقول "هزا" وفي العبرية نقول "زيه" زاي+ هاء. كل ما كان في نظر البعض عامية مصرية هو في الحقيقة له جذوره في اللغات السامية الأخرى. لو أنا قلت هزا الولد فلست أقل فصاحة ممن قال "هذا الولد".

وفي مصر نقول "دهب" وبالفصحى يقولون "ذهب" وفي الآرامية يقولون "دَهبو" وفي سوريا هي أيضا كما هي في مصر "دهب" وبهذا نكون أقرب للآرامية. في العبرية ليست دهبو ولا ذهب بل زهف zahav ونلاحظ أن الذال المنسوبة لفصاحة العربية صارت في العبرانية زين "ز" وطبعا الباء انقلبت إلى V فيما أذكر بسبب قاعدة البجاد كفات.

تعلمنا من القرآن الكريم أنهم ألقوه "في غيابة الجبّ" ونظن أن الجب كلمة فصيحة ولكن هي ليست أكثر فصاحة من كلمة "بئر" حيث في سوريا يقول الشوام "جب" وهي مأخوذة عن الآرامية "جبو".

والـ جيم المصرية موجودة في العبرية والآرامية وفي مناطق كثيرة في اليمن مثل أبين حيث هناك يقولو "دمج" وأيضا الأمر ذاته في سلطنة عمان... الجيم المصرية التي أنطقها ليست أقل فصاحة بالمرة مما ينطق به من ينطق بالـ j. من يسخر من الجيم المصرية g هو في الحقيقة يجهل منشأ اللغات السامية وترابطها وما في ذلك من حجر شمبليون لفك غموض الاتصال والتقارض.

وأتساءل: هل هناك حقاً لغة عربية فصحى يجب أن تنفرض علينا فرضاً؟

فرض الفصحى علينا يذكرني بقوله تعالى "ولو كره الكافرون" :devil:

لا يوجد شيء اسمه "لغة عربية فصحى". توجد لهجات في اللغات واللغات لهجات في اللغة السامية الأصلية.