مباركة شجرتك
زرعت ولم تقطع كما فعل كثير ممن حاربوك...
حاربوك بقلع شجرتك المعطاء فكان ردها العطاء المستمر...
لقد ضيقوا عليك حتى في آخر أيامك ليسمحوا ليد الغدر الرخيصة بأن تطالك...
لم أحصل شخصيا على زيتك ولا على مساعداتك في أيام المحن...
لم أتعلم على نفقة مؤسساتك ولم أنتم الى تيارك ولم أعمل في مصانعك
ولكني أراني اليوم بعد غيابك ودون ان ادرك انني قد حصلت على كل ذلك وأكثر...
أتعلم لماذا يا دولة الرئيس؟
لأنك زرعت بصيص الأمل عند الشباب في وطنك العزيز لبنان وفي حلكة لياليه السرمدية
لأنك كنت الحلم الشبابي لآلاف الشباب اللبناني
لأنك جسدت مستقبل الوطن بكل ما للكلمة من معنى
لأنك كنت نعم الأب الصالح لجميع اللبنانيين دون استثناء
بغيابك أخشى ان يكون لبنان قد تلقى رصاصة الرحمة مع انك ما فتئت تكافح وتناضل في سبيل انقاذه دوما للحؤول دون الوصول الى هذه المرحلة عن وعي وإيمان
أنت الرجل الوحيد الذي يغيب ولا اعتقد ان غيابك سوف يفتقد لأنك سوف تبقى حاضرا الى الأبد في وجدان اللبنانيين كافة...
نعم يا دولة الرئيس أنت لم ولن تغيب عن وطن ما بخلت عليه حتى بحياتك في أحلك الظروف والمحن
لقد غيبتك أيدي الغدر العابثة والحاقدة وأنت في قمة عطائك وفي قمة لمك لشمل جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم...
عطاؤك سوف يستمر الى الأبد بالرغم من غدر الزمان ومبادئك سوف تزهر اجيالا تلو اجيال فقد تركت خير خلف يا خير سلف...
نعم انها لسخرية القدر في أحيان كثيرة ألا نشعر بأهمية الانسان الا عند فقدانه...


-------
أحببت... وحقدوا على إنجازاتك
أحببت لبنان وسموت الى اقصى الحدود حتى وصلت الى درجة يعجز العقل عن ادراك معانيها. أحببت فأعطيت، أحببت فوهبت، أحببت فمسحت على رؤوس اليتامى، أحببت فساعدت الأرامل والثكالى، أحببت فعلمت الألوف من الشباب، أحببت فعملت جاهداً على انهاء الحرب في وطنك، ثم بدأت مسيرة الاعمار والبناء بينما كان غيرك يحاول التشكيك والتقليل من قيمة ما تقوم به في هذا العالم المليء بالحسد والغيرة والكره والحقد على كل ما هو جميل.
كنت تمثل الأمل لشعب عاش ظلمات حرب بشعة قضت على كل مقوماته الحياتية فأضحى لا ينتظر إلا الاسوأ. اتيت وادخلت في روحه بصيصا من شعاع نور اخذ يكبر بحذر لانه اعتاد ألا يأمن الى حكامه الذين لا يملكون من الحكمة التي يجب ان يتحلى بها من يتولى امور الناس إلا احرف كلمة <<حاكم>>.
لقد كنت طائر الفينيق الذي قام من رماد حرب الاوغاد والحاقدين على هذا البلد، العاملين في شرذمته وتفتيته فجمعت اجزاءه مع كل المصاعب والعقبات التي كانت توضع في وجه مسيرتك البناءة والتف حولك اللبنانيون من مختلف المناطق والطوائف فأعدت اللحمة الى الشعب اللبناني واعدت فتح ابواب سجون المناطق التي أسر فيها اللبنانيون خلال الحرب فعادوا الى بعضهم البعض، مما كان يثير حفيظة المتاجرين بالطائفية وبالناس، واحللت شعار <<في الاتحاد قوة>> بدل مبدئهم <<فرّق تسد>>. لقد فرقوا وانت جمعت، كان الحقد قائدهم وحب لبنان واللبنانيين مبدأك. كنت كبيراً في عطائك وكانوا صغارا في دناءاتهم. اعطيت حتى الشهادة واخذوا ويأخذون حتى الاشلاء المحترقة.
نم قرير العين فعين الله ساهرة تقتص من كل باغ اثيم اينما كان. لقد ايقظت فينا ما قضت عليه حرب السفهاء والأشرار فجمعتنا وراء نعشك وحول ضريحك، هذا يتلو الفاتحة وذاك يصلي ويصلب على وجهه، رجال دين من كل الطوائف وقفوا يصلون عليك كل بطريقته ونهجه. كل ذلك على اصوات تكبير المآذن وقرع اجراس الكنائس. لقد جمعتنا كما لم نجتمع منذ عشرات السنين، منذ علقت المشانق في ساحة الشهداء، حيث قضى هنالك لبنانيون من مختلف الطوائف وها انت اليوم قد انضممت إليهم فبجنة الخلد ايها الرئيس الحبيب.
أيها الحبيب انضممت الى قافلة العظماء في هذا العالم، ايها العصامي الصادق الأمين الذي كافحت منذ بدء حياتك فأخلصت لعملك وعائلتك ووطنك الصغير لبنان والأكبر الوطن العربي فسرت على نهج المارد العربي جمال عبد الناصر.
سنفتقدك ايها الرئيس الحبيب، سنفتقد وجهك الصبوح وضحكتك التي تبعث على الاطمئنان، سنفتقد تفاؤلك الدائم بأن لبنان بخير. نعاهدك بالسير على خطاك وتعاليمك وندعو الله ان يمدنا بما امدك به من ايمان وعزيمة وامل وان ينصرنا لتحقيق حلمك الكبير بقيامة لبنان الأبي الحر الذي كنت تؤمن به واستشهدت من أجله.
نصرة عوض
--------------
عصام حوري




أرادوا إلغاءه فاندثروا
أرادوا تقييده فتحرّر
أرادوا كتم صوته فاستعار أصوات الناس
سكت فصار في صمته أبلغ وأوضح
حسدوه فعميت أبصارهم وبصائرهم
قتلوه فماتوا
-------------
أنت الأب والأم
اماني طارق طه
يد العطاء أنت، حب ووفاء حقا... عملت وانجزت... من الخير ما قللت... كنت أبا لليتامى، طبيباً للمرضى، كبيراً امام البقاع وبيروت وصيدا. لم تفرّق، بنيت الجامع والكنيسة، اعدت السلام من عينيك الحالمتين.
كنت الاثنين: الأب والأم... <<كنت ما لا احد كان>>، عملت وكأنك تنادي حتى الآن، تنادي الى الوحدة الوطنية..

---------------
هيام بيضون




جاء في زمن الحرب واليأس ليبعث فينا الأمل بالمستقبل والحياة... اعاد النبض الى قلب العاصمة... حتى استعاد الوطن عافيته... كان الشمعة المضيئة التي تحترق لتنير درب الوطن الذي كان في نفق مظلم.
اعطى الكثير الكثير، بذل الرخيص والغالي في سبيل وطنه، حتى لم يبخل بروحه فداء للوطن وضحى بقلبه الكبير لينبض قلب الوطن.
وكأن بهذا الانفجار الذي دوى... اصاب قلب الوطن فأعاده الى نقطة البداية.
هل صحيح ان هذا الرجل الرجل غاب عنا؟ لقد كان مجرد حضوره يبعث فينا الطمأنينة، وكلامه يبعث في نفوسنا الامل بالمستقبل واين نجد مثله؟ ونحن في زمن <<الرجال قليل>>.