Arrayفلا معنى لمسرحيات حقوق المراة الافغانية في وسائل الاعلام الغربية, ولا الحرية السياسية في الدول المتخلفة و التي يرتفع فيها نسبة غير المتعلمين, فالتطور يبدا اولا بالتعليم, ومن ثم يتطور المجتمع تلقائيا, وان ببطىء, الى ان يستخلص كافة حقوقه و يختار طواعية الديمقراطية و التعددية و الليبرالية و حقوق الانسان.
اما فرض معايير الدول المتعلمة و "المتنورة" منذ "قرون", على الشعوب والدول المتخلفة, او التي في طور التحول و التطور, فهو امر لا يصح و بلا جدوى, هذا اذا لم تعزز هكذا مطالب من شعبية القوى الرجعية و المتخلفة في هذه المجتمعات.

لذلك و كراي شخصي , يجب ان نبتعد عن كافة اشكال الاسقاطات القيمية على الآخرين, خاصة اذا كان الآخرون من طبقة و مستوى اجتماعي مختلف, حتى في مجتمعاتنا ذاتها! , ناهيك عن مجتمعات اخرى تمر بمرحلة تطور تعليمي و بالتالي اجتماعي مختلف كليا عن مستوى مجتمعنا.[/quote]

معك في ما تفضلت به فالافكار التقدمية لا تنزل و لا تفرض من عل .. و لا بد من تطور اجتماعي شامل "يفرزها" و يلدها ولادة طبيعية .. لكن هذا يصح ان كنا نتكلم عن حلول "جمعية" .. فالحلول الفردية يمكنها القفز عن قانون التطور ذاك - قفزا مأمونا أو risky- انما هو ممكن جدا و حصل كثيرا.. هذا القفز ممكن بدوره أن يعبد الطريق نحو تحول اجتماعي في حال ان هكذا تحول يلبي حاجات شريحة شعبية عريضة. أما ان كان التحول يصدم وعي الاغلبية الشعبية -خاصة الوعي الديني - فانه سيعزز دور العاهات الظلامية و سيجدوه مدخلا للتعريض و التعريص للقوى التقدمية و وأدها جملة و تفصيلا .. تصوروا مثلا لو أن امرأة سعودية دعت الى الغاء المهر أو حق السفور .. بقية النساء -قبل الرجال- بدلا من دعمها سيقمن بمسيرات استنكار و تبرؤ منها و دعوات للتمترس حول الشريعة الغراء التي تصون كرامتهن (أقطع ايدي و ايد خالتي ان كان هناك رائحة كرامة) .. نفس الشئ هو ما حصل للسوبر مرحومة "انا كرنينا" التي خرجت عن قوانين المجتمع فانتهت بالانتحار تحت القطار. فالمسألة بدها حسابات ذكية لموازين القوى .. حجم المعارضة .. و استعدادنا و قدراتنا على حطها في جيبتنا. مريم الخليفة خرجت عن كل الاسرة الحاكمة و المجتمع لكنها ابدت استعداد و قدرة على دفع الفاتورة (حسب معلوماتي .. لا أدري ان استجد شيئا) و كثيرون أو كثيرات يقومون بدور الشرارة -ايسكرا- التي تفتح الطريق لغيرها.

الاستقلال الاقتصادي للمرأة يكاد يكون أهم ركن في حياتها كلها .. فان حضر حضرت كرامتها و دورها و صحتها الجسدية و النفسية و الاجتماعية و كله أما ان غاب فانها مضطرة لقبول سعرها المسمى "مهرا" والانتماء الى البؤساء في الأرض و القبول بكل ما تتعرص له دون أن تملك من أمرها شيئا.

بالنسبة لي

كنت تقدمية في معظم تفاصيل زواجي و حجمت دور أهلي و لا مهر و لا خزعبلات و عملت اللي في راسي و لكن اكتشفت لاحقا ان المسألة كما قال الشاعر: من يجعل المعروف في غير أهله .. و مع ذلك لم ألق بنفسي تحت القطار ..................... بل ألقيته هو :D

(f)