{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ليس دفاعاً عن "هيفاء وهبي" .... ولكن !! ...
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #138
ليس دفاعاً عن "هيفاء وهبي" .... ولكن !! ...
حبيبي العلماني؛

سأبدأ أولاً بسر وقصة أرويهما عليك قبل البدء، أما السر فهو أني أستمتع بقراءة ما تخطه أناملك وأُسر بأني حفزتك على الكتابة ولكني أيضاً مسرور لأني سأخالفك أيما مخالفة وسأفند حججك واحدة تلو الأخرى:D. وأما القصة فهي رواية أقرأها الآن وهي "إحدى عشرة دقيقة" للعظيم "باولو كويليو"، فإن كان "باولو" يتحدث عن عاهرة كانت تحلم بالحب وبالصبي الذي يمشي وراءها بعمر 11 سنة، فهيفاء وهبي ربما حلمت نفس أحلام هذه العذراء، أقول ربما، وبهذا لا أحكام أخلاقية لكن للناس خيارات في الحياة كما يقول "باولو". سنرى لماذا أقص هذه القصة بعد قليل خلال ردي.

دعني أيضاً أقول لنسمة، بأن المهم ههنا في نقاشنا ليست هيفاء بحد ذاتها (ولست متفقاً مع نسمة بأنها "هايفة" على حد تعبيرها نهائياً، بل إنها إنسانة ذكية جداً، ولا أمر شخصي بتاتاً مع الشخص، أتحدث عن الظاهرة وتداعياتها قبل كل شيء).

وأعود الآن للنقاش اللذيذ مع العلماني؛

يا عميد، أنت بدأت ردك بتقويلي ما لم أقله، أو أنك بمهارة المحاور البارع بسطت لحججك فكرة غير صحيحة، ورغم أني عرفت أنك يمكن أن تأخذها على هذا المحمل وقمت بالتأكيد على عدم صحتها فلقد كان جهدي عبثياً، لأنك قمت بالنهاية بأخذها عنصراً من عناصر ردك لعدة أسطر.
فأنا لم أقل بأن الفن ليس فيه إثارة، ما قلته بكل دقة هو أن الإثارة ليست فناً، بل هناك مفاعيل أخرى والإثارة إحداها. فجادلتني بما لم أقل وبقيت تقلب الحجج معتمداً على شيء خاطئ من الأساس.
فالإثارة وهذا ما أعلمه تماماً، هو عنصر أساسي من عناصر الفن، من سينما ومسرح ورواية وحتى في كيان القصيدة، ولكنه إن لم يكن معضداً ببقية العناصر فإنه بحد ذاته ليس فناً، فالعاهرة مثيرة (وأحترمها)، والعارضة مثيرة وأحترمها، وشعبولا مثير بكلامه وأحترمه، و"كشك" يا سيدي يجيد الإثارة (ولا أحترمه:D)، وحتى ابن باز وابن عثيمين غاية في الإثارة الدينية.
فهل هؤلاء فنانون؟
هناك أيضاً من يغني أغان ملتزمة، تعتبر فناً عميقاً عريقاً، كمارسيل خليفة وسميح شقير وأحمد قعبور، وهناك من لن نذكر أسماءهم، ممن تغنوا بحافظ الأسد وأشبعونا في طفولتنا أغانٍ وطنية، وليسوا إذا سيّان.

لا بد لدي للفن من عوامل كثيرة مترابطة ومتداخلة ليصبح فناً، وإن كان المقياس ذاتياً، فإنه ليس عبثياً لهذا الحد. فحتى من يقول بأنه يحب "هيفاء" فإنه لا يحسبها بعد ذلك فنانة، وحتى لو كان لهيفاء الكثير من الإيجابيات على المجتمع كما "تزعم" فهذا لا يجعل منها لهذا السبب فنانة.
ولكي نتحدث عن الإثارة كعنصر في القصيدة مثلاً، سأسوق مثالاً؛ فنزار قباني يستخدم عنصر الإثارة في قصيدته، ولكنه ليس هدفها بل وسيلتها، فهو يصور تضاريس لوليتا المراهقة، لكن ليبين في مشروع أعمق وأكبر معاناة هذه الفتاة التي تكتشف أنوثتها وقمع محيطها له، ولا يستخدم الإثارة للإثارة، فكم من الناس كتبوا الشعر المثير، لكنهم ليسوا نزار قباني، وليس لأنهم استخدموا عنصراً من عناصر الفن فلقد أصبحوا فنانين وشعراء، فهناك اللغة والرسالة والقالب الذي يوضع داخله عناصر الفن كلها ليخرج لنا فن الفنان وإبداعه كاملاً، غير منقوص.

سأمر الآن على حججك وأمثلتك التي تبالغ بها، لتظهر الشيء بغير مظهره، فأنت حين تتحدث عن فيروز لا تستطيع أن تنسى "عاصي ومنصور"، وحين تتحدث عن أم كلثوم تراك مجبراً أن تمر على "السنباطي وعبد الوهاب والقصبجي"، وهنا لب القضية، إن فن فيروز وأم كلثوم مسنود بمشروع أوسع من صوت المذكورتين، إنه فن كامل يعتمد على الأخراج والصوت واللحن والكلمة، فيروز ليست فقط صوتاً، ولكنها اجتماع لعناصر كثيرة خرجت لتجعل منها ماهي عليه، وهذه الأشياء الأخرى ليست فقط المنتج الإثاري كما في حالة هيفاء، بل عناصر كلها فنية كل عنصر فيها فن وإبداع بحد ذاته. أم كلثوم وفيروز ليست شكلاً خارجياً (صوتاً أو صورة) ولا ظاهرة فقط، بل واجهة لشيء أكثر عمقاً بكثير.
وبما أنك استحضرت "بريجيت باردو" - رغم أني لا أراها ظاهرة عظيمة في تاريخ الفن، فإن بريجيت وإن وظفت جمالها حينها، فهي لم تكن عارضة، بل ممثلة أيضاً صنع الإخراج منها عالميتها وليست أيقونة فرنسية وحسب.
مجحفة مقارناتك يا عميد، مجحفة بحق الفن بحد ذاته، وكأنك ترمي بكل ما يحيط بالفن عرض الحائط لترى فقط الأيقونة ولكي تنتصر لرأيك في مبالغة أستغربها صراحةً.

والآن لنأتي لهيفاء ولننظر إلى العناصر التي تميز فنها؟ أين الصوت؟ أين الكلمة، أين المشروع، أين الإخراج؟ أين اللحن، لا نرى إلا جسداً، وحتى الجدل حولها يبقى في مجال الجسد.
هيفاء ذكية، استطاعت في عالم اليوم، العالم الانتقالي الذي نعيشه في كل المجالات وترتفع فيه راية "التفاهة" عاليةً، أن تستفيد مما هو معروض، فما تعتقده تحرير للجسد هو بالعكس من ذلك تكريس للمراة/الجسد .. وزواجها بالذات هو رمز لكل هذا الوضع المزري الذي وصلت إليه حالة المرأة بجميع تناقضتاها الحداثية في مجتمعنا المقموع، فالمرأة هي الإثارة. وعندما يرى الرجل بأن المرأة عليها أن تصبح هيفاء، ولكنه ينسى واجباته وإثارته للمرأة فإنه وإنها يفقدان احترام الجسد أساساً، نستحضر الحدود بينهما للفحولة المصطنعة والأنوثة المصطنعة، وننسى أن جل مآسي الأزواج الجنسية هي آتية من عدم التناغم.
"هيفاء" صورة لهشاشة أعمق، هي ظاهرة لدي لشيء مرضي أصاب مجتمعاتنا، يعيدها للوراء أكثر، ليست سببها هيفاء بالطبع، هي فقط تعبير عنه.
إنه صورة لليأس، أمام مشهد لا حول لنا أمامه وحياله ولا قوة. لنرتمي إلى أحضان المظاهر، المظاهر وحسب دون البحث عن اللب. فالناس تعبت من شدة اليأس، واستلقت للأحلام المثيرة والرغبات الآنية.

الإثارة ليست في مقعد الاتهام، ولكنها حين تصبح هي حال لساننا وفننا فهنا تكون المصيبة. وحين يصبح كل شيء ذاتي فإننا نفقد الموضوعية بحدها الأدنى، ونفقد البوصلة، ونصبح عدميين.
فلا مجتمع هناك، ولا منظومة أخلاقية ولا شيء يهم إلا الرغبة، وتحقيق هذه الرغبة، ومشاهدة هذه الرغبات، الإثارة ولا شيء إلا الإثارة.

أما بالنسبة للمنتج، فأنت لم تفهمني جيداً على ما أعتقد، أنا لا أتحدث عن شخص بحد ذاته (المنتج)، ولكني أتحدث من ناحية الرمز، حتى لو كانت هي من تنتج (مادياً) فإنها في عالم استهلاكي انتاجي معين، لا يمكن أن تخل بمواصفاته أبداً، ليست هي من تحدد المواصفات، فهي ليست من يحدد حدوده بل هي إسقاط له. المنتج هو مفهوم أكبر من هيفاء وغير هيفاء، إنه السوق الذي يتحكم، هذا كان قصدي. والسوق لا يريد هيفاء عارية تماماً، يريدها امرأة/طفلة/دلوعة "تبوس الواوا"، معبرة عن أزمة الجنس أيضاً، أزمة الجنس الطفولي لدينا، "هيفاء" لم تخترق أي حدود هي بقيت داخله أسيرة، ولكن مستفيدة.
أما أنها ذكية فهي ذكية، وليس كل جميلة يمكنها أن تصل لما وصلت له هيفاء، منهن لا يردن ومنهن لا يستطعن لضغط المجتمع، ومنهن لم يحالفهن الحظ أيضاً للقاء أحد يجعلهن هيفاء أخرى. لكن كل هذا من جديد لا يجعل منها "فنانة" لدي.

أخيراً، أن يحارب البعض هيفاء، بعد أن أصبحت ظاهرة إعلامية كبيرة بسبب الإثارة، لا يجعل منها أيقونة عظيمة، فهناك من يختلف على شعبولة وعلى "بحبك يا حمار" وعلى أفلام "البورنو" ولا يجعل ذلك من هؤلاء عظماء.
في حياة موزارت "أماديوس" كان هناك موسيقار كبير وكان ظاهرة، نسيه العالم كله، ومات موزارت فقيراً مريضاً وبقيت موسيقاه إشعاعاً لليوم، وبرأيي سينسى العالم هيفاء ويبقى مارسيل خليفة ونجوى كرم والكثير من الفنانين الذين أتوا وسيأتون، لأنهم فنانون، ومثيرون أيضاً:D

أعود لرواية "إحدى عشرة دقيقة"، ففي إحدى مشاهد الرواية وفي كل مشهد تتذكر البطلة التي أصبحت عاهرة خياراتها، وتتذكر دوماً حبها الأول عندما كان عمرها 11 سنة وهي تحمل قلماً بيدها اليمين والصبي الذي أحبته يمشي وراءها، عله يطلب منها القلم مجدداً بعدما صدته أول مرة. هناك أشياء لا تتكرر يا عميد، والشيء الذي يعلق في الذاكرة كالحب الكبير والفن الكبير، نعرفه عندما نستحضره دوماً في ذاكرتنا ولو كان صغيراً جداً، هذا هو الفن وهذا جمال الفن وقوته، استحضاره لأشياء عميقة فينا، كالحب، وليس باستثارتنا فقط كالجنس.

مع فائق المودة
طارق
(f)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-03-2009, 08:44 PM بواسطة المنظم.)
05-03-2009, 06:50 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ليس دفاعاً عن "هيفاء وهبي" .... ولكن !! ... - بواسطة ابن سوريا - 05-03-2009, 06:50 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حبوبة مؤمن مصلح : هيفاء وهبي مؤمن مصلح 5 2,366 01-30-2011, 10:59 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  وفاة الزميل "عمرو الخير" ابن سوريا 142 45,403 12-05-2010, 01:44 PM
آخر رد: بسام الخوري
Sad مقاعد الدرجة الأولى بالطائرات لل########..هيفاء وهبي تثير بلبلة على طيران الإمارات بسام الخوري 13 3,298 10-11-2010, 03:29 PM
آخر رد: بسام الخوري
  الكل يدعي الصيام ولكن من منكم دفع زكاة الفطر ???? بسام الخوري 10 3,011 09-05-2010, 07:03 PM
آخر رد: بسام الخوري
  هيفاء وهبي في رمضان . أندروبوف 2 1,771 08-16-2010, 08:13 PM
آخر رد: خاليد

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS