عزيزي رحمة العاملي

1- التوجه يجب ان يبقى في الاطار الموضوعي، بعيدا عن تأطير المحاور، وبدون التحول الى " نحن وانتم".
2-ان يكون هناك من المؤمنين من يوافق مع نظرية التطور، لايعني بالضرورة انه اصبج يقول " بالخلق التدريجي"، انك تستمر بإصرار على فرض تعابيرك للحصول على خدمة مجانية لتصوراتك العقائدية، وتفرضها على الجميع. وجود البعض الذي اضطر الى القول " بخلق المادة الاساس"، لايعني عدم وجود من يقول بنظرية التطور كاملة× عدا عن ان اعترافك بوجود المجموعة الاولى يفقدك الحق للتكلم وكأن وجهة نظرك تمثل وجهة نظر المسلمين، وبالتالي تعطي لنفسك الحق بتحويل الموضوع الى " نحن وانتم". من الاولى البقاء ضمن حوار المعطيات الملموسة فقط، مع اني ارى ان انعدامها لديك هو الذي يجبرك للتحول الى الشخصنة. " وطالما انك تعرف ماذا " نفضل" فلماذا لاتستخدمه وتصر على حشر ماتفضله انت عن الاخرين؟ مع اني شخصيا لاارى ان مصطلح " التولد التدريجي" هو التعبير المناسب، ولاادري اين اختفى مصطلح " التطور التدريجي".


2- وحتى مثال " استرضاع الحمقاء" بالشروط التي تتفضل بها، دليل على عدم صلاحيه الفكر الديني لاستخراج الاستنتاجات الموضوعية، فهناك غياب كامل للعلمية في هذا الاستنتاج على الرغم من إدعاءك ان الفكر الشيعي يقوم على " منطلق علمي" لمجرد انه يستخدم منطق ارسطو.

3- استخدام فكر ارسطو، لايكفي للتكلم عن العلمية في الاستنتاج، فالمنهج العلمي ظهر بعد ارسطو، وهو اوسع من ارسطو، على الرغم من انه يتضمن ارسطو. عدا عن ان علمية الفكر الشيعي بالنسبة لك كانت مشروطة بالاعتراف وتضمين " الحقائق الغير مكشوفة". كيف اصبحت حقائق وهي لازالت غير مكشوفة؟ ولماذا تقبل هذا الاستثناء لنفسك ثم تستشهد برد هيسكلي حجة ضد الاخرين وتنسى فكرك اصلا وتفصيلا ومضمونا وتوجها؟

4-ان تقسيماتك الفلسفية تملك بالتأكيد قواعدها المحددة. ووضع التطور البيلوجي في احدى الاقسام التي تشير اليها مرتبط بتقديرات الانسان ( المؤسسة) الذي سيقوم بذلك ( رؤيته ومدى تعارضها مع الموضوع وعواطفه ومدى اطلاعه في الشأن العلمي المعني)، وبالتالي فهو ليس موقف موضوعي خارج عن الموقف الفكري الذاتي المسبق. وكما اشرت سابقا، فقط القوى الدينية التي تعارض على قاعدة تفكير مسبق.. ولذلك فحشر ارسطو هنا لن يفيدك كثيرا. ان تصنيف الانواع جرى تغييرها تغيرا جوهريا على اساس نظرية التطور وعلم المورثات الحديثة وعلم التشريح المقارن. ولكن لااعتقد ان هناك من اشار الى ارسطو في هذا المجال.


5- حتى وانت " تسلم بكل الادلة على حدوث التطور" تنتهي الى الوقوف عند القبول بالادلة على حدوث التطور ضمن النوع الواحد ، وهي الحدود التي لم تقبلها بشكل واضح وانما افتراضي كخط دفاع اخير، ولكن ذلك يتطلب ان تفسر لنا الفرق البيلوجي بين حدود النوع ونشوء نوع جديد، وماهو الميكانيزم البيلوجي الذي يمنع النوع من القفز فوق هذه الحدود، وهنا سنجد (الشئ العلمي) الذي تفتقده وتصر على افتقاده. كما يفترض انك تملك تفسيرا على مصدر الانواع الجديدة التي نشأت. وفي هذا الشأن لااعتقد ان فلسفة ارسطو وحدها ستكفي لمساعدتك على الخروج من المعضلة.

6- إذا فبرأيك إن الإدعاء ان ظاهرة التطور ليست من المشاهدات او الاحساسات تجعلها تقع ضمن صلاحيات الاديان، وبالتالي يعطي لوجهة نظرهم الافضلية بإعتبار ان اختصاصهم ( العلمي) هو المجهولات. في حين نرى سلوكك في هذا الحوار يقوم على استراتيجية واحدة: تفادي الامثلة المحسوسة المطروحة والقفز عنها وكانها لم تكن، والعودة الى الانشاء والكلام النظري، على امل ان ينسى القارئ ويترسخ في ذهنه اوهام ان الموضوع لاتوجد فيه ادلة حقا.

7- واخيرا تستشهد بالايات القرآنية وتنسى ان تجيب عن اسباب عدم تطبيقكم لما تذكره:
(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)

لماذا لاتسيروا في الارض لتنظروا كيف بدأ الخلق وتخبرنا عن ذلك؟ لماذا لاتخبرنا عن نتائج ابحاثكم في هذا الشأن حسب طلب القرآن منكم، خصوصا وانكم متسلحين بالارسطوية القديمة وطلب القرآن القديم ، فما هي المعطيات التي تكدست لديكم؟