{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كي لاننسى اعادة بناء غزة كما نسينا نهر البارد
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #19
كي لاننسى اعادة بناء غزة كما نسينا نهر البارد
الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة: مونودراما تحكي مأساة الشعب الفلسطيني
أنور بدر

04/05/2009




دمشق 'القدس العربي' استضافت مديرية المسارح والموسيقا في دمشق فرقة الرواة الفلسطينية، في عرض الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة' كمشاركة في فعاليات 'احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية' لهذا العام، حيث شاركت ضمن العروض الموازية لمهرجان الشباب المسرحي الرابع في طرطوس، كما قدمت عروضها لاحقا على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، وشكل هذا العرض المونو درامي مفاجأة لجمهور المسرح السوري، كما شكل إضافة نوعية لمهرجان الشباب المسرحي الرابع حسب تصريح الدكتور عجاج سليم مدير المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة.
وقد تابعته 'القدس العربي' في عروض طرطوس ودمشق، لتسجيل الانطباعات التالية:
تفتح الستارة على منصة فقيرة، مُجرّد حصير تغطي جزءاً من مساحة المكان، وفي الوسط منضدة صغيرة 'طربيزة' مرتفعة قليلاً، وإلى اليمين حقيبة مغلقة، ولا شيء آخر. وصوت المذياع يأتينا من خلف الكواليس، يُتابع مُجريات الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عندما يدخل خالد- أبو حليمة 'اسماعيل دباغ' بلباسه الداخلي القطني الطويل، ضاماً فردتي حذاء 'بسطار عسكري' قديم إلى صدره.
يبدأ أبو حليمة يروي لنا عن علاقته الحميمة مع الحذاء، هذا الحذاء الذي شكل عقدة في حياة الصبي الحافي في المخـيم، شكل غيــــابه اشتهاءً وحلماً، أستاذ الحساب يوبخه 'خلي أبوك ينعلك من النعل'، والسمّان أبو عباس يصرخ في وجهه 'خليه يستر اجريك'، وهو في المقابل يعشق منظر الأحذية- الكنادر في الدكاكين- يحدثنا عن أوّل عشق في حياته 'كندرة كموني' التي رآها في إحدى الواجهات، حتى أنه عندما شاهدها بعد فترة في قدمي ابن المختار، أحسّ كأنّ عملية اغتصاب حدثت لشيء يخصه.
أبو حليمة يروي دراما علاقته بالحذاء. موضوع صغير وذاتي وهامشي جداً، لكننا نكتشف أنه يتسع لمأساة الشعب الفلسطيني كله، منذ النكبة سنة 1948 وحتى الآن. تراجيديا اللجوء والفقر، تراجيديا الحلم والخيبة، تراجيديا المقاومة والانكسار، ونكتشف أنّ أبو حليمة راوٍ ممتاز، ينقل لنا الكثير من الحوارات ما بين والدته وأبيه، ما بين الأب وبائــــع البطيخ، ما بين الأم وجارتها، حتى تعليقـات قريبه حسون مع خطيبته، فترة التدريب العسكري في جيش التحرير، تعليمات المدرّب، حواره مع الضابط، تفاصيـــل كثيرة يستعــــيدهـــا لنا أبو حليمة بلغة حوارية، تخــــفف من عبء السرد الذي يُسيطر على المونوداما، نقل لنا أكثر من صوت، وكنا أمـــام راوٍ مفرد، ممثل يحتكر العرض بجدارة، وحتى صوت المذيـــاع أو صوت جارته التي عملت في التمثيل يأتينا من الخارج خلف الكواليس، ليبقى أبو حليمة حكواتي العرض في مواجهة التاريخ والتفاصيل والحقائق.
أول مرّة يتحقق حلمه بشراء كندرة من 'المغربي' الذي جاء يبيع أحذية رخيصة في المخيم، يكتشف أنه تأخر ولم يُحصّل إلا آخر زوج من الأحذية، لكنها كندرة غير صالحة للاستخدام لأنّ فردتي الحذاء كانتا فردتي يمين، هل أراد معدا النص أو المخرج الاتكاء على الدلالة السياسية والأيديولوجية لكلمة يمين؟ قد لا يكون هذا مهماً، فالحلم الصغير أجهض، وحرب الـ 48 كانت نكبة أثمرت اللجوء.
زمن الراوي أو زمن الحدث هو زمن العرض الراهن. فأبو حليمة يعيش الآن في القدس، لكن الأحداث تمتد لمساحة نصف قرن من عمر النكبة ونيف، وفقر المنصة التي أمامنا يعكس فقره المادي. تأتيه رسالة من تحت الباب من رابطة قدماء المحاربين تعتذر عن دفع راتبه، وتدعوه إلى حضور حفل تكريم له بحضور الرئيس، مع ملاحظة أنّ الحضور باللباس الرسمي، قد تبدو هذه الملاحظة أشبه بالتنكيت بالنسبة لرجل يقف أمامنا باللباس الداخلي، فيهرع أبو حليمة إلى حقيبته يفتح الغطاء لنكتشف وجود مرآة محطة على مساحة الغطاء الداخلي للحقيبة، مرآة تعكس صورة أبو حليمة المتشظية، وعندما يمد يده في عمق الحقيبة، يخرج سترة عسكرية تبدو جديدة حتى مع الشارة والعلم الفلسطيني الذي يُزينها، ومع هذه البدلة العسكرية يعود أبو حليمة إلى زمن جيش التحرير حيث تكرّرت مأساته عندما يكتشف أنّ البسطار الذي أعطي له كان فردتي يمين أيضاً، تلك المأساة التي تنتهي بهزيمة الـ 67، وهو يلمّع حذاء الضابط الذي يسأله:
- هل تعرف ليش انهزمتوا بالحرب؟
- ليش سيدي؟
- لأنكن ما كنتوا متوضين؟
- يعني سيدي اليهود كانوا متوضين؟
يحدثنا أبو حليمة عن انكسار والده أمام بائع البطيخ، وأمام سائق التكسي، لنصل 'أوسلو' وحلم الدولة الفلسطينية 'ورجعت مع أول فوج من الراجعين' استقبله قريبه حسّون الذي يتفاخر أمام خطيبته ببطولات قريبه العائد 'مش عارف إني كنت أمسح جزم' في الطريق يكتشف المستوطنات، ويكتشف حواجز التفتيش، وحين يكتشفون شغب أبو حليمة تقوم السلطة بتسريحه، والراتب يتأخر، وهو يعيش كابوس: 'بشوف حالي خاروف مقطوع الرأس وما علي ولا نقطة دم'، لكن الصدر يتحرك، وأنا أتنفس، هل أنا حي أم ميت؟ الميت لا يُحس، ما الفرق بين الحياة والموت؟.
يُقرّر أبو حليمة الذهاب إلى حفل التكريم وأن يحكي كل شيء أمام الرئيس، دراما أبو حليمة تتحوّل إلى دراما الشعب الفلسطيني. 'كنا لاجئين ونازحين وإرهابيين و... ثم بحركة أخيرة من أصابع يده وأصبحنا مركوبين، وينتهي العرض'.
مونودراما مشغولة بحرفية عالية، قام بتوليف النص كل من 'نجوان درويش' و'إسماعيل دباغ'، عن قصة 'ما يكون' للكاتب 'طه محمد علي'، ورسمت السينوغرافيا بذكاء وبساطة 'نرمين دباغ'، لكن البطولة الحقيقية لممثل بارع أدى الدور بكل حواسه وانفعالات القهر الذي بداخله، إنه 'إسماعيل دباغ' الذي كان يحكي، لكننا كنا نرى، كان يــروي، لكننا كنا نشاهد.
وقد جاء هــذا العرض لفرقة 'مسرح الرواة/ القدس' بتوقيع 'جاكوب إيمو' مخرجاً.

05-04-2009, 06:56 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كي لاننسى اعادة بناء غزة كما نسينا نهر البارد - بواسطة بسام الخوري - 05-04-2009, 06:56 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  باحث يؤكد أن الإسلام لم يحرم بناء الكنائس الفارس العائد 1 1,260 11-28-2010, 03:40 PM
آخر رد: tornado
  في عالم الفكر بناء للفكر...! يونس عاشور 0 1,445 10-07-2010, 02:28 PM
آخر رد: يونس عاشور
  لا بد من اعادة صياغة العقل العربي hamde 3 1,244 01-09-2009, 04:26 PM
آخر رد: hamde
  «نهر البارد» مركز تجاري أضحى أنقاضاً.. ولاجئين جدداً لءيتال 12 2,564 10-08-2008, 03:14 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  يسار واشتراكيون يلحون على بناء أكبر مسجد caveman 4 1,414 09-04-2008, 02:18 PM
آخر رد: caveman

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS