صدقني يا ابراهيم هناك مواعظ وليست موعظة واحدة , ولكن المشكلة أن التيار المسيطر الذي يطفو على السطح لا ينشر هذه المواعظ التي لا تصل إلى كل أحد إلا من خلال متخصص ..

وأجيبك يا جريج : أنا غير ملزم بأن أصلي على بولس ! لكني لا أرفض أن تصلي أنت عليه .

فهل يقبلون هم أن أصلي أنا على نبيي دون أن ينقدوني ؟ فضلاً عن أن أطالبهم بالصلاة عليه ! ثم هم ليسوا أهلاً للصلاة عليه أصلاً .. ولو أرادهم الله لأتى بهم ! ولو علم في قلوبهم خيراً لأسمعهم ولأفهمهم !

ابراهيم هنا أتى بدليل لغوي يثبت للمعترضين من المسيحيين على مصطح ( الصلاة على النبي ) ولكنهم يرفضون حتى الدليل من تراثهم لمجرد منع مشروعية معنى الصلاة على النبي عندنا نحن المسلمين !

فاهمني كيف ؟

يعني أنا لا أرفض أن تصلي أنت على من تشاء , دينك وعقيدتك وانت حر فيها , لكن انت أو هم ييدون حريتي أنا في التمتع بشرعية أن أكون حراً لا يجبرني أحد على أن أكون مخطئاً مع أن معي أدلتي وهو ليس معه أدلة إلا جهله وعواطفه التي يفكر على أساسها !!

فاهمني كيف يا باشا ؟!

نهارك سعيد يا باشا ..

شوف يا ابراهيم : هي كلمة زُبَد خذها مني ..

هؤلاء القوم لا يطمحون إلى طلب علم ولا نهمة لهُم في أي حقيقة يصلوا إليها لحظة من الدهر .. ( لغة فصحى أهيه عشان تنبسط )

ولا هدف لهم يا سيدي إلا هدفاً واحداً هو أن الواد منهم يفضل يشوبش ويردح في المليان : نعم يا عُمر ؟!!

والتاني يقوله : فَشَر !

هم يطلبون هذا ويسعدون به لأن نفسيتهم مبرمجة هكذا : على الشردحة وفرش المِلايات . وأما الحقائق والأدلة العلمية والغوية وهذه الأشياء فهم منصرفون عنها أصلاً ولذلك لا يناقشوك فيها ويكفي عندهم أنك مسيحي كي تكفر بكل حقيقة وكل برهان .

ولذلك فإن كلامك لا محل له عندهم ولا موقع له في عفولهم ولا استحسان .

انظر كيف يعتبرون أن اثباتك صحة معنى الصلاة على النبي تعني أنك لابد وأن تصلي عليه وتسلم بالضرورة ؟ نفس العقلية التي طردت نظمي لوقا مع أنه لم يغير دينه وانما قال ما اعتقد أنه صواب فقط ! وهنا في الشرق لم نصل بعد إلى (الفطام ) الفكري والعاطفي الذي نتدم به خطوة لى الأمام للأسف , وسنظل ( فراشين ) ملايات حتى الممات .