أخي العزيز داعية:

أشكرك جزيلاً على مشاركتك وروحك الطيبة الجميلة. كما قلت لك في الـ إيميل فأنا موقن أن الله لا يمتلكه أحد ولا يستحوذ به دين على سواه ومثلي الأعلى في هذا هو الدكتور محمد كامل حسين. منذ دقيقة أغلقت سماعة التلفون بعد محادثة استمرت لما يفوق على الـ 3 ساعات مع البروفسور كريستوف لوكسنبرغ ونحن نتأمل في القرآن معاً من منظور سرياني ونتأمل جوانب الجمال فيه وما يلتقي فيه ومزامير داود النبي. الجمال جمال يا عزيزي ولا يقدر إنسان أن ينكره أو يغطي الشمس بكفتي يده. عندما أسجل اعتراضات هنا وهناك فهي ثورة العقل عندي وستجدني أسجلها على جميع الأديان ولذلك ستجد خصومي في جميع الأديان بمن في ذلك المسيحية وكلامي لن يروق للجميع. لم أخبرك من قبل أني في محفل مسيحي تم تكفيري واتهامي بالزندقة من رجل وزوجته واضطررت لطردهما وخسرت بسببها صداقات كثيرة كانت تأتي لبيتي. أرائي تكلفني الكثير يا عزيزي وأحياناً الثمن باهظ جداً. لذلك أرى أن العبرة هي بالإيمان وليست هي بالجمود العقائدي وحرفانيته المزعجة ولكن بروح الاعتقاد لأن الأساس في الدين هو اتباع الحق لا الفرائض والأحكام ومن هنا جاء التعبير البليغ لدى النبي العربي الكريم عندما قال إن الدين المعاملة.

الحوار الإسلامي المسيحي يا صديقي تقريباً مستحيل لأن كل واحد يقترب من الآخر على أنه الأوحد الذي يستحوز بالحقيقة وغيره ما له منها نصيب. لذلك تجدني أسعد وأكثر غبطة في صحبة العلماء الحقيقيين لا الدعاة ولا المبشرين.

وبالمناسبة الدكتور نصر حامد أبو زيد صديقي وقد مازحني في اللقاء الأخير ومازحته في مسألة الارتداد وأتمنى أن ألتقي به في فرصة قريبة مرة ثانية إن شاء المولى.

ودم بكل ود أخي العزيز.