أبو خليل
عضو رائد
المشاركات: 3,575
الانضمام: Nov 2004
|
الآن نأتي للجد: من فعلا اغتال رفيق الحريري؟....
اسمع يا عزيزي, سأحاول ان الخص لك القصة باختصار شديد على طريقة هاوكنغ (مختصر تاريخ الكون)
القصة باختصار بدأت في 2003 بعد غزو العراق يوم زار كولن باول دمشق و سلم الاسد (المطالب الامريكية) التي تبدأ بتغطية الاحتلال الامريكي و لا تنتهي برفع الغطاء عن المنظمات الفلسطينية و حزب الله, مرورا بالانضواء في حلف الجراء العربية الاليفة...
طبعا الاسد رفض بلباقة تلك المطالب و اصر على سلوك نفس النهج السابق, و منذ ذلك التاريخ عرف الجميع ان (شهر العسل السوري الامريكي) و الذي كان لبنان احد مكوناته قد انتهى, و ان بوادر تصادم سوري امريكي-سعودي تلوح في الافق...
كان الاقصاء التدريجي لعبد الحليم خدام و جماعته عن لبنان احد اولى البوادر لذلك التباعد (و الذي انعكس تململا لدى حلفاء خدام في لبنان)
ثم كان قرار محاسبة سوريا و القرار 1559 آخر تجليات هذا التصادم, مما اوحى بأن مرحلة عصيبة مقبلة و قد تحضر السوريون لذلك جيدا بقرار التمديد للحود (الرجل المناسب لمرحلة المواجهة المقبلة تلك كما اثبتت الايام) و فرض هذا القرار على الداخل اللبناني بمن فيهم رفيق الحريري الذي كان بحنكته و حكمته ما زال محافظا على صلاته كمفصل اساسي بين سوريا من جهة و امريكا و قفازها السعودي من جهة اخرى...
و كانت الامور ممسوكة جيدا في لبنان (حكومة موالية , مجلس نيابي موال, معارضة مسيحية هشة و مقسمة)...
و كان هناك لقلب الامور بوجه السوريين طريق واحد: حدث ضخم يقلب الرأي العام اللبناني و خصوصا الطائفة السنية و توحد حولها الشعب اللبناني بحيث ينتفض مرة واحد على السوري و يخرج عليه بطريقة دراماتيكية شبيهة بالثورات الملونة التي هي من اختصاص الامريكان بامتياز....
حادث صغير لم ينتبه له الكثيرون حصل قبيل الاغتيال بشهر او شهرين: كشف متفجرة كبيرة و اعتقال جماعة اسلامية اصولية ذكر يومها انها كانت تستهدف تفجير السفارة الايطالية , ما لبث زعيم تلك العصابة ان مات في السجن بطريقة غامضة مما تسبب بمظاهرات ضد وزير الداخلية انذاك الياس المر, و قيام رستم غزالة بتعنيفه يومها مما تسبب بخصامهما كما روى المر لاحقا....
ثم حصلت محاولة اغتيال مروان حمادة, و كان واضحا مدى النقمة الشعبية العارمة التي احدثتها خصوصا لدى السنة (شاهدت بأم عيني المتجمعين امام المستشفى و هم يشتمون عبد الحليم خدام و هو يعود حمادة فيها بطريقة لم تكن احد ليتخيلها, و عرفت منذ تلك اللحظة ان شيئا كبيرا يحضر)
ثم كان انفجار السان جورج و كانت (الثورة) الشعبية التي تبين شدة تنظيمها و مسرحتها (عرف فيما بعد ان شركة ساتشي و ساتشي للعلاقات العامة تولت الجانب التسويقي للحملة, كما مكاتب الارتباط الغربية )
(تسمية "ثورة الارز"Cedar revolution بالمناسبة لمن لا يعرف هو من ابتكار كوندوليزا رايس شخصيا)
ادرك السوريون حجم اللعبة و الى اي مدى ينوي الخصم قلب الامور بوجههم, و جاءتهم اشارات بأن الوضع ممكن ان (يستقر) من جديد اذا قرروا التعاون في موضوع سلاح المقاومة ....
مرة اخرى قرر بشار ان لا يتعاون و اتخذ قراره التاريخي بالانسحاب من لبنان, الامر الذي من الممكن ان يؤدي الى افلات لبنان من دائرة نفوذه و تحوله بالكامل الى أردن اخر......
سأتابع لاحقا ما حدث, و كيف تعامل حزب الله مع تلك المتغيرات الخطيرة, و مالذي ادى الى فقدان (ثورة الارز) لتوازنها في وقت قياسي....
|
|
05-05-2009, 12:50 PM |
|