Array
1- اللواط مسألة توجد في الطبيعة، كونها ميول شاذة لا يلغي حقيقة أنها من إنتاج الطبيعة
[/color]
[/quote]

ليس كل ما هو مختلف عنا ، هو على خطأ . و افضل استخدام عبارة "مختلف عنا " على كلمة "شاذ" . فكلمة شاذ حملت عبر التاريخ معاني اخلاقية منفرة، جعلت استخدام كلمة "شاذ " في الحوارات امرا غير ايجابي . ولقد قامت الاديان القديمة على فكرة التشابه ، و ان كل ما هو مختلف هو عاطل ، او سيء ، او بالاحرى شيء غريب يجب التخلص منه . ثم جاءت الاحزاب الحديثة لتقوم بالفعل نفسه ، فاعتبرت أن " كل من خالفنا فهو ضدنا " . و تطرفت الاحزاب الشمولية في ذلك ، بحيث عانى المختلفين - في آراءهم او مواقفهم ، او في سلوكياتهم ، حتى ولو كانوا سلميين - من خطر شديد يتهددهم على يد سلطات تلك الدول التي تحكمها تلك الاحزاب .
لكن الغريب - انه و بعد ان انكشف زيف عداء المختلف ،و بعد انتشار الفكر الديموقراطي ،و حرية الرأي - ما زال هناك من ينظر للواط على انه مسألة مستهجنة ، او على انه جريمة قانونية ، او جريمة اخلاقية .

ما الفرق ، بين شابين ، قررا ان يتدربا لساعة يوميا على المصارعة ، و بعد كل مصارحة تجد الاعياء قد حل بهما ، و بين شابين اتفقا على ممارسة الجنس لمدة ساعة يوميا ؟

- المتصارعين صرفا طاقة و استمتعا بارضاء رغبة الشعور بالتفوق، او الشعور بتحقيق الذات عبر أذية بعضهما ، اذ كثيرا ما يؤذي المصارع زميله .
- ممارسي الجنس ، لعبا لساعة ،و شعرا بالسعادة المرتجاة ، ولم يؤذ اي منهما الآخر .

و نسأل : اية جريمة ارتكب الممارسين للجنس ، أكان بحق الدين أو بحق الحزب ، ام بحق المجتمع ،و لندع حق اللــه جانبا . فليس هناك من هو مخول بالدفاع عنه ! و ما المبرر لأن ننظر للوطيين على انهما ارتكبا جريمة ، بينما نحيي الرياضيين على ممارسة رياضة المصارعة !!!!

النظرة تجاه المختلف، هي اساس اللب التاريخي للكراهية التي عاناها من قبل المجتمع ،و من قبل صناع الاديان (الانبياء) ،و ليس هناك من مبرر آخر لذلك الشعور الذي لا يمكن وصفه الا على انه شعور حيواني ،و ليس مجرد شعور انساني بدائي، بات على الناس تهذيبه . و ليس غريبا ، ان نجد ان الدول المتقدمة تعمل دائما ، عبر وسائل اعلامها و ثقافة الميديا ، على نشر احترام الآخر ،و احترام المختلف . و نلاحظ كيف ان الافلام السينمائية المتقدمة - اي التي تنال الجوائز الدولية من اوسكار و غيره - و التي تتميز بطروحاتها الثقافية ، كيف تتم عملية تقديم المختلف و مبررات احترامه ، أكان حيوانا غريبا ، او كائنا فضائيا سقط على الارض بسفينة ما ، او انسانا غير عادي . و أذكر اول فيلم سينمائي شاهدته ، و قد حصل على جوائز كبيرة في وقته ، و يؤكد على احترام مسألة الاختلاف ، هو فيلم "الرجل الفيل " . و اليوم نجد ان اغلب الافلام التي تطرح فكرة التعامل بانسانية مع المختلف هي افلام امريكية بالدرجة الأولى . ام شعوبنا العربية فما زال اغلبها ينظر للمسألة ، اما بالطريقة الدينية ،التي تعتبر اللواط من الكبائر ، او بطريقة الاحزاب الشمولية ، التي تخاطب المختلف عنها بالقول "نحن بعث و ليمت اعداؤه ..."الخ

تحياتي .

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الطبيعة تبحث عن معنى ...	حسن سلمان	12	6,415	01-04-2013, 09:57 PM آخر رد: صلاح الدين بن شبيبة
	الله خارج الديانات الابراهيمية - الربوبية Deism	أسير الماضي	15	5,192	11-21-2011, 10:40 PM آخر رد: إبراهيم
	هل الديانات هي السبب	spinoza612	2	1,462	09-27-2010, 09:06 PM آخر رد: أبو فتوح
	موسوعة الطبيعة: أكبر مرجع لنظرية التطور على النت	Enki	32	7,922	05-11-2009, 01:36 PM آخر رد: Enki
	التحديات التي تواجه الملحد في مجتمع غالبيته من اتباع الديانات	فلسطيني كنعاني	136	38,627	01-02-2009, 10:32 PM آخر رد: الحكيم الرائى