{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 4 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الدين ضرورة اجتماعية وتاريخية
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #1
الدين ضرورة اجتماعية وتاريخية
البروفيسور . Pascal Boyer :

" دائما سيكون الإقتناع بالإلحاد أصعب من الإقتناع بالدين لكون العديد من السمات الإدراكية تقودنا إلى الإيمان "

هل الدين منتج من التطور البشري ؟ هذا السؤال يجعل الكثير من المتدينين والغير متدينين يخافون لأسباب مختلفة , فالمتدينين يخافون من أن يتم فهم العلمية وراء الإعتقاد الديني مما قد يقوض الدين , أما الغير متدينين فيخافون من أن يظهر أن الإعتقاد الديني جزء من العملية التطورية مما يجعل من الإعتقاد الديني صحيح وأمر جيد . العديد من العلماء يخطئون عند التحدث عن الدين على أنه هراء , طفولي وخطير . ردود فعل بعض العلماء تجعل من الصعب تفكيك لغز لماذا وكيف الدين منتشر بشكل واسع في المتجمعات البشرية , فتفكيك اللغز يقودنا لفهم المناخ العام للأصولية الدينية . عند السؤال حول ما إن كان الدين إحدى النواتج الدماغية المزودة أدمغتنا بها , فإننا سنسلط الضوء حول ما نوع الدين الذي ظهر أولا بشكل طبيعي في دماغ الإنسان . نستطيع تقصي فرضيات مشتركة حول أن الأديان مبنية على التنازع العرقي , ومن ثم نقوم بتقصي العلاقة بيد الدين والنزاع العرقي ومن ثم سنعطي تخمينات حول واقعية الإلحاد .

في الأعوام العشر الماضية , بدأت الدراسات التطورية والإدراكية حول الدين بالنمو والزيادة . تلك الدراسات لا تحاول التعرف على وجود مورث أو عدة مورثات مسؤولة عن الإعتقاد الديني , وكذلك لا تقوم الدراسات على مجرد خلق سينياريوهات تطورية التي لربما قادت لخلق التصورات الدينية كما نعرفها الآن . بدلا من ذلك , فإن تلك الدراسات تقوم بعمل أفضل من ذلك بكثير , فهي تضع فرضيات جديدة وتوقعات قابلة للإختبار وتضع عدة أسئلة كـ" ما الذي يوجد في الإنسان ما يجعل الأفكار الدينية ناجحة ومتيسرة الحدوث ؟ " . الفكر والتصرف الديني يمكن اعتباره جزء من القدرة العقلية الطبيعية للإنسان كالموسيقى , الأنظمة السياسية , العلاقات الأسرية أو الإئتلافات العرقية . تعدنا الإكتشافات الدائمة من علم النفس الإدراكي , علم الأعصاب , علم الإنسان الثقافي , علم الآثار بتغيير رؤيتنا إلى الدين .

/ مبنية على عدة إفتراضات :

إحدى الإكتشافات الهامة هو أن البشر يعون فقط بعض تصوراتهم الدينية . يستطيعون وصف إعتقاداتهم , مثل قولهم بوجود إله قدير على كل شيء الذي قام بخلق العالم , أو وصفهم بوجود أرواح تختبئ في الغابات . لكن يبين لنا علم النفس الإدراكي بأن الإعتقادات الدينية الواضحة الغير معقدة من هذا النوع مبنية على فرضيات ضمنية التي هي غير قابلة للمعاينة الواعية . على سبيل المثال , توضح التجارب بأن معظم الناس يصورون الآلهات على أشكال وصفات بشرية . فعندما يتم إخبارهم بأن الإله يستطيع حضور أكثر من مشكلة في آن واحد , فإنهم يجدون أن هذه القصة معقولة جدا لكونهم أخبروا بأن الآلهات يمتلكون طاقة غير محدودة من الإدراك . عند إخبار القصة مجددا في وقت لاحق , يقول معظم الناس بأن الإله حضر لمشكلة واحدة قبلما يلفت إنتباهة إلى مشكلة أخرى . أيضا , يعتقد الناس ضمنيا بأن عقول الآلهات تعمل بشكل مشابه كثيرا لعمل العقل البشري , بحيث يقوم الإله بنفس عمليات الفهم , الذاكرة , الاستنتاج , التفكير . بين البحث لنا بأنه على خلاف الإعتقادات الواعية التي تختلف من تقاليد جماعة لأخرى , فإن الإفتراضات الضمنية متشابهة جدا في الثقافات والأديان المختلفة . قد تكون هذه التشابهات ناجمة عن صفات او خواص في الذاكرة الإنسانية .

تقترح التجارب بأن الناس يحفظون القصص التي تحوي على خوارق طبيعية او اعمال بطولية ( كـ: شخص اخترق جدار , شخص تحرك وارجله ثابتة ) بشكل أفضل من أي قصة اعتيادية أخرى . ربما يعزى النجاح الثقافي لفكرة الإله والأرواح إلى تلك القصص الخارقة . يميل الإنسان حتى لو كان بعمر مبكر جدا إلى تكوين علاقات اجتماعية مع الميتافيزيقيات . على خلاف الحيوانات الإجتماعية الأخرى فإن الإنسان قادر جدا على تكوين والإبقاء على علاقات مع كائنات غير مادية تقع خلف وجوده المادي ؛ التدرجات والإئتلافات الإجتماعية على سبيل المثال . يذهب الأمر أبعد من ذلك , فمنذ الطفولية , يكون الإنسان علاقات اجتماعية ثابتة وهامة مع شخصيات خيالية , أقارب موتى , أبطال غير مرئيين و رفاق خياليين . يتطلب الأمر خطوة صغيرة من إمتلاك هذه القدرة العقلية إلى توثيق العلاقات الإجتماعية مع كائنات غير مادية حتى تكوين فكرة الأرواح , الأسلاف من الأقارب الموتى والآلهات الغير مرئيين والغير قابلين للمس . قد يشرح هذا أيضا لما في معظم الحضارات يؤمن الناس بأن بعض الكائنات الميتافيزيقية تمتلك اهتمامات بالأمور الخلقية . يتم وصف تلك الكائنات عادة ككائنات تمتلك الحرية الكاملة في التدخل في القضايا الأخلاقية ذات العلاقة . تبين التجارب بأنه من الطبيعي أكثر للتفكير بقول " الآلهات تعلم بأني سرقت هذا المال " أكثر من " الآلهات تعلم أني تناولت الثربد على الفطور " . بالإضافة لذلك , فإن علم وظائف الأعضاء العصبي للتصرفات اللاتلقائية في الإنسان والحيوانات الأخرى هو بداية تسليط الضوء على الطقوس الدينية .

تتضمن تلك التصرفات اللاتلقائية أو الإلزامية تصرفات متكررة كثيرا التي يشعر الشخص أنه يجب عليه القيام بها حتى لو لم تؤدي التصرفات لأي نتيجة ذات فائدة أو نتيجة سلبية كالضرب على الصدر ثلاث مرات بشكل متكرر أثناء التحدث في شيء معين . يمكن ملاحظة التصرفات المتعلقة بالطقوس الدينية في المرضى الذين يعانون من التصرفات المتكررة بشكل مفرط وفي تصرفات الأطفال الصغار . ترتبط الطقوس الدينية بشكل عام مع الأفكار حول التلوث , الأخطار , الحماية و الحاجة لتنظيم وإزالة الأخطار البيئية . نحن نعلم بأن الدماغ البشري يملك شبكات وقائية وأمنية المكرسة للقيام بمنع الأخطار المحتملة كالتلوث أو الإعتداء بالضرب . تلك الشبكات تقوم بإحداث تصرفات معينة كالغسيل أو تنظيف البيئة , وعندما يحصل إضطراب في تلك الشبكات , يبدأ المريض بالقيام بتصرفات لا تلقائية بشكل مفرط . الإدعاءات الدينية حول النقاوة , التلوث , خطر وسواس الشيطان قد تسبب بتنشيط تلك الشبكات ومن ثم تسبب ظهور طقوس متكررة كإجراءات وقائية ضد الشيطان مثلا كـ( تطهير النفس ) . أخيرا , أكدت دراسات علم النفس التطوري والإجتماعي على القدرة العقلية لدى الإنسان للإئتلاف العرقي على وجه الخصوص والتي بدورها تؤثر في الدين . يتميز الإنسان على الكائنات الأخرى في إبقائه على الإئتلافات العرقية مع أفراد على غير صلة بشكل كبير لكون الإنسان لديه ثقة في جماعته العرقية , فالإنسان طور الأدوات الإدراكية حتى ليحقق هذا الهدف , فالإنسان يستطيع قياس الثقة في الآخرين , وكذلك يستطيع استنتاج شخصية شخص ما عن طريق تفاعله معه . علم نفس الإئتلاف العرقي متعلق بدراسة ديناميكية الإلتزام الديني الإجتماعي . عندما يعلن الناس إلتزامهم بإيمان معين فإنهم يتشاركون في القول بالإدعاءات التي ليس لها دليل , وتلك الإدعاءات ستكون بالنسبة لفرق دينية أخرى مجرد إدعاءات سخيفة وخاطئة , فهذا يشير إلى أن كل مجموعة دينية ترغب في إعتناق معيار معين خاص بهم بدون أي سبب سوى أنه هذا هو ميعار المجموعة وما يخرج عنه فهو خاطئ .

/ الذاكرة الوسيطة الإدراكية " Cognitive cache " :

حسنا , هل الدين هو مجرد تكيف أو منتج ثانوي حصل خلال تاريخنا التطوري ؟ ربما يوما ما سنجد دليل قوي على أن القدرة العقلية للأفكار الدينية كانت في السابق مجرد أفكار تمكن البشر من التلائم مع البيئة بدلا من مفهوم الدين الحديث والذي أصبحت تعتمد عليه أنظمة سياسية وإجتماعية كثيرة . حتى هذا الوقت , المعلومات العلمية حول الدين تدعم الاستنتاج القائل : تبدو الأفكار الدينية أن تكون ميزة طبيعية لقدراتنا العقلية الإدراكية القياسية . ما تقوم به الأفكار الدينية بالتحديد هو سلب مصادرنا الإدراكية كالـ" موسيقى , الرسم الفني , السياسة , المؤسسات الإقتصادية .. إلخ " . يحصل هذا السلب ببساطة نتيجة لأن الدين يقدم شكل ما من المحفزات الممتازة " super stimuli " كما يسميه النفسانيون . كما هو الرسم الفني متناسق والألوان المتسخدمة مشبعة بشكل أكبر مما هو موجود في الطبيعة , قوة العامل الديني ببساطة هي نسخ مبسطة جدا من غياب قوة العامل البشري , والطقوس الدينية هي نسخ مجددة من الإجراءات الوقائية ( كالخوف من التلوث واستخدام طقس ديني للدعاء للآلهة حتى يزيل خطر التلوث البيئي بدلا من استخدام طريقة البحث العلمي كإجراء وقائي ) . يحصل سلب المصادر الإدراكية لدينا من قبل الدين أيضا لكون الدين يسهل وصف تصرفات وسلوكيات معينة . هذا هو السبب وراء تشبث الأشخاص في مجموعات دينية معينة ورفض الأخرى , كون الشخص في جماعته يقبل ما يقال له حتى لو كانت إعتقادات غريبة أو غير واضحة . يجب علينا أن لا نحاول أن نحدد بدقة الأصل المميز للإعتقاد الديني لكونه لا يوجد أصلا منقطة أوجزء أو شبكة معينة في الدماغ مختصة بالدين في الدماغ البشري . تقوم الأنظمة الإدراكية المختلفة بمعالجة صور الكائنات الميتافيزيقية لسلوك الطقوس الدينية لجماعة دينية معينة , بنفس الطريقة التي يتم فيها معالجة الأشكال والألوان بواسطة أجزاء مختلفة في النظام البصري . بطريقة أخرى , ماالذي يجعل الإقتناع بفكر الإله ليس هو ما يجعل الطقوس الدينية مفروضة بشكل بديهي على الجماعات الدينية أو ليس هو ما يجعل معيار موحد وبديهي للأخلاق .

معظم المنظمات الدينية الحديثة تقدم نفسها كمنظمات تجمع جميع العناصر التي تشمل ( الطقوس , المبادئ الأخلاقية , الميتافيزيقيا والهوية الإجتماعية ) في مذهب موحد وممارسة ثاتبة . تبقى هذه الصفات الدينية منفصلة عن الإدراك البشري . تبين لنا الدلائل بأن الدماغ ليس لديه شبكة مختصة بالإعتقاد الديني ولكن بالأحرى , تساهم عدد كبير من الشبكات البارزة في الدماغ في جعل الإدعاءات الدينية أمور طبيعية بالنسبة للعديد من الناس . تقدم الإكتشافات التي ظهرت من علم النفس التطوري الإدراكي تحدي لمعتقدين أساسيين لأغلب الأديان الأصولية . التحدي الأول , فكرة أن مذهب ديني معين يختلف عن المذاهب الديني فكرة خاطئة ؛ الثاني , أنه فقط بسبب الأحداث الإستثنائية أو الحضور الفعلي لكائنات ماوراء الطبيعة أخذت الأفكار الدينية شكلها . على النقيض من ذلك , نحن نعلم بأن جميع المذاهب الدينية مستندة على إفتراضات ضمنية متشابهة جدا , وجميعها تتطلب تصور الكائنات الميتافيزيقية كالإنسان العادي في طريقة التفكير بل في الشكل حتى . أخيرا , حتى عند قبول هذه الإستنتاجات فإنه من الغير المحتمل أن يقود ذلك لتقويض الإلتزام الديني . تبدو بعض أشكال التفكير الديني مقاومة لأنظمتنا الإدراكية . بالتباين , عدم الإيمان هو عبارة عن محاولة جاهدة ضد ميولنا الإدراكي الطبيعي .

×××

/ معلومات عن البروفيسور . Pascal Boyer :

[صورة: PBoyer.jpg]

أستاذ في الذاكرة االفردية والجماعية بجامعة واشنطن في سانت لويس , يقوم بالتدريس في قسمي علم النفس وعلم الإنسان " الأنثروبولوجي " . يعمل في مختبر التطوير والذاكرة في قسم علم النفس بجامعة واشنطن . يدير برنامج هنري لويس في الذاكرة الجماعية والفردية . اشتهر بكتاباته وأبحاثه العلمية حول الدين ومحاولة تفسير الظاهرة الدينية للجنس البشري وعلاقتها بالتاريخ التطوري للبشر وكيف نمت فكرة الإله في عقل الإنسان وكذلك علاقة الأفكار والتصرفات والسلوك الدينية / الديني بالنفسية الإنسانية , ومن أشهر كتبه كتاب " Religion Explained " . وفيما يخص الديانة فهو غير متدين " ملحد " .

ما سأقدمه هنا هو ترجمة لإحدى مقالاته في موقعه الخاص بعنوان " Religion : Bound To Believe ? " ويعني " هل نحن ملزمون بالإيمان ؟ " .

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××


المصدر

ترجمة زميل اخر
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-08-2009, 06:02 PM بواسطة طريف سردست.)
05-08-2009, 06:01 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الدين ضرورة اجتماعية وتاريخية - بواسطة طريف سردست - 05-08-2009, 06:01 PM
الدين ضرورة اجتماعية وتاريخية - بواسطة yamama - 05-08-2009, 08:01 PM,
الدين ضرورة اجتماعية وتاريخية - بواسطة yamama - 05-09-2009, 11:14 AM,
الدين ضرورة اجتماعية وتاريخية - بواسطة yamama - 05-09-2009, 09:31 PM,
الدين ضرورة اجتماعية وتاريخية - بواسطة yamama - 05-10-2009, 10:45 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  من مذكرات أفكاري(3) خواطر اجتماعية فلسفية قناع الهيثم 0 2,023 11-15-2010, 07:12 AM
آخر رد: قناع الهيثم
  توظيف الغير الإدارة علم وأسرار ومهارات اجتماعية نبيل حاجي نائف 1 894 04-05-2008, 06:41 PM
آخر رد: نبيل حاجي نائف
  السعي للمكانة غريزة اجتماعية نبيل حاجي نائف 4 1,138 05-23-2007, 08:10 PM
آخر رد: نبيل حاجي نائف

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 8 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS