تعريف الإنفكاح

لغة: لفظة معربة عن اليونانية من فوكاخوس و تعني " نفس رئيبة" حيث فوكا بمعنى رئيب و خوس بمعنى نفس
اصطلاحاً: هي حالة سمو النفس فوق الأنا و بعيداً عن الونا, مما يؤدي إلى ظهور سطوة الهنا و انطفاء جذوة الشنا

تاريخ الإنفكاح

ليس اليونان أول من عايش الإنفكاح, فالإنفكاح ظاهرة قديمة قدم البشرية (ليس مقارنة بعمر أمنا الأرض طبعاً)
يعود أول تسجيل لحالة انفكاحية ل"الشمبانزي الإنسان" أو "الإنسان الشمبانزي" حيث وجدت طبعة قدم غير واضحة تماماً و بما أنها كانت مطمورة جيداً فهذا يدل على أنها كانت محفوظة ومحمية من عوامل الحت و التعريةو من هنا عزا العلماء عدم وضوحها إلى كون الشمبانزي الإنسان كان يمشي دون خيلاء أو تكبر مما يشير إشارة واضحة إلى أن نفسه كانت سامية فوق الأنا كثيراً جداً جدن جداً.
عاشت الكثير من الحضارات القديمة حالات انفكاحية فردية و جماعية مثل الصلافحة و الغضانمة و الجوناعيين و الفقلان. ومن الجدير بالذكر أنه رصدت الكثير من المنافع لهذه الحالات كما سجلت ضدها العديد من السلبيات التي سنتحدث عنها فيما بعد.

الإنفكاح من منظور علمي

أثبت العلم الحديث أن الإنفكااح له علاقة وثيقة بالجينات البشرية . و من هنا لا يمكن التغاضي عن العامل البيولوجي في ترجيح وجود الإنفكاح عند أحد دون آخر عن طريق دراسة الخريطة الجينية.
و قد سجلت حالة كلينيكية واحدة للآن من الغياب الجيني للإنفكاح.
الإنفكاح من منظور اجتماعي
الإنفكاح لعب دوراً أساسياً في توطيد أواصر التكافل و التعاون بين أبناء الحضارات المختلفة على مدى التاريخ و لكن هذه الظاهرة امتازت بتواجدها بين الإنفكاحيين أنفسهم, أما بين الإنفكاحيين و الزلاخيين * فقد لوحظ أنه لا يمكن رصد حلات إنفكاحية أبداً .

السياسة و الإنفكاح

كان الإنفكاح محركاً للكثير من الهدن و الحروب على حد سواءعلى مدى التاريخ.
الشعوب الإنفكاحية غالياً ما كانت تسعى لتقر الهدن فيما بينها كما كانت على خلاف دائم و حروب مع الزلاخيين.
ومن جهة أخرى فإن بعض الشعوب التي كانت تعزو وجود الإنفكاح لوفرة العوامل الطبيعية المساعدة كالماء و التربة الخصبة و المناخ المعتدل كانت تسعى للسيطرة على الأراضي التي كانت تتوافر فيها تلك العوامل .
فالإنفكاح كان سبباً للصراع ليس بين الإنفكاحيين و الزلاخيين فقط و إنما حتى بين الإنفكاحيين أنفسهم عند التنافس على العوامل الطبيعية التي كان يظن أنها سبب للإنفكاح (و لكن العلم الحديث أثبت عكس ذلك).

الإنفكاح و الإقتصاد

حقيقة لايمكن التعريج على البعد السياسي للإنفكاح دون ذكر البعد الإقتصادي له.
الإنفكاح نشط حركة التجارة بين الكثير من الإنفكاحيين, حيث ظهر عند اليونان مصطلح "سولاطيا" وهو المصطلح الذي أطلق على المناطق التجارية النشطة في الدول- الدويلات الإنفكاحية , وهي جمع كلمة "سولاطيوس" و تعني "بؤرة نشطة" حيث "سولا" بمعنى نشطة و "طيوس" بمعنى بؤرة.

أين نحن الآن من الإنفكاح؟

اضمحلت الظاهرة الإنفكاحية هذه الأيام كثيراً نتيجة لوجود ما يطلق عليه العلماء "العوامل ضد- الإنفكاحية" او "العوامل المثبطة للإنفكاح" و هي مجموعة العوامل التي تمنع ظهور الإنفكاح بيولوجيا أو نفسياً أو اجتماعياً.
• العوامل ضد- الإنفكاحية البيولوجية: و هي العوامل التي تمنع ظهور الإنفكاح عند المستوى البيولوجي, و نعني بذلك العوامل المتلفة للجينات الإنفكاحية كبعض أنواع الأشعة و بعض المواد الكيميائية.
• العوامل ضد- الإنفكاحية النفسية: و نعني بها تلك العوامل الفردية التي تمنع ظهور الإنفكاح عند الفرد بعد تجاوزه المثبطات الإنفكاحية البيولوجية . يطلق على هذا الإضطراب النفسي اسم "الإستعداد اللاعارض للتثبيط الإنفكاحي" و في هذه الحالة يلاحظ وجود الجينات الإنفكاحية السليمة مع وجود اختلالات من نوع معين في كيمياء الدماغ مما يدي إلى ظهور ميول إنفكاحية تثبطها عوامل كيميائية أشد تأثيراً.
• العوامل ضد- الإنفكاحية الإجتماعية: و يقصد بها تلك العوامل التي تعمل على تثبيط الإنفكاح عند الفرد بعد تجاوزه المثبطات البيولوجية و النفسية؛ أي أن الجينات الإنفكاحية سليمة و العوامل الكيميائيةفي الدماغ المثبطة للإنفكاح غير موجودة أو غير ظاهرة التأثير و لكن الفرد لا يستطيع أن يظهر ميوله الإنفكاحية نتيجة قمع الوسط لها مع وجود استعداد نفسي للإستجابة لهذا القمع عند هذا الشخص.


------------------------------------------------------------------------------------------------

*الزلاخيون: عرفوا كأعداء للإنفكاحيين عبر التاريخ و كان لهم فكر تصادمي مع الفكر الإنفكاحي