لا أدرى ما علاقة الحذاء بعقولنا .. أعرف يقينا ان البعض يرتدى الحذاء فى رأسه ولكن منطقتنا العربية موبوءة بحمى الحذاء .. فهى وبكل جدارة تستحق عنوان الموضوع ( أمة الأحذية ) وفى وقت قليل كنا بين حذاءين حذاء الزبيدى الذى طار وطارت معه قلوب العذارى .. عفوا أقصد قلوب العرب فى كل منطقة مهللة مكبرة معتقدة أن للحذاء كرامات وتاريخ فى الدعوات الحضارية

صنعوا له تمثال بالعراق وعرائس ولعب على الإنترنت وكأنه المهدى المنتظر الذى لطالما انتظروه حتى خرج من السرداب معلنا نهاية المظالم فى الأرض بادئا عهد التصافى والعدل .. وعرض بعض المخبولين شراء حذاء الزبيدى بملايين الجنيهات .. حتى أصبح الحذاء عندنا رمز سياسى واجتماعى بل وتاريخى يلخص مسيرة العرب

ثم جاء حذاء البابا فى زيارته لمسجد الحسين بالأردن وأثيرت للآن ضجة لأن البابا لم يخلع حذاءه فى المسجد علما بأنه كان يمشى على مسارات داخل المسجد ولكن هذا لم يشفع له وعلما بأن منظمى الجولة وهم من المسلمين لم يشيروا عليه بخلع حذاءه .. واليوم عيون الأمة تتجه لحذاء البابا كارهين شاتمين لاعنين .. والجميع متربص ليشاهدوه غدا هل سيخلع الحذاء فى المعبد اليهودى عند زيارته لإسرائيل !!

فإذا خلعه فإن هناك كلام يطول .. وإذا دخل به فإن الكلام يطول اكثر وأكثر ..

وفى الأمس القريب لقنوا شارون درسا بالأحذيه فى المسجد الأقصى .. وكذلك ضربوا الرجل الذى كان يرغب فى صلاة ركعتين بالمسجد بالأحذيه وهو وزير الخارجية السابق أحمد ماهر ..

ولا علاقة طبعا بأجمل قصيدة أحبها للشاعر البائس نجيب سرور والتى افرد لها عاشق موضوعا وهى قصيدة ( الحذاء ) بل إننا أكثر ما نشتم به بعضنا هو الحذاء ولا أعرف أن فى الإنجليزية مثلا يشتمون به أبدا .. ونحن نشتم بكل ما يمكن أن ترتديه قدم .. حذاء , جزمة , بلغة , بيادة

عندما نخاف من الحسد فإننا نعلق حذاء قديما صغيرا على باب المنزل .. وعندما جاء موسى ليخاطب ربه خلع الحذاء .. رغم ان محمد كان يصلى فى الحذاء .. وكلاهما نبى وربهما واحد

وعند سقوط العراق كان الحذاء منتظرا لرأس تمثال صدام الذى طالما نال التقديس والإحترام .. حتى العربى القديم عندما أرسلوه فى مهمة لم ينجزها وإنما عاد لهم بخفى حنين وهو حذاء وجده فرجع به لقومة .. نحن ضعاف للغاية أمام الأحذية على ما يبدو .. حتى القديس الذى نقل جبل المقطم بعيدا عن حدود القاهرة القديمة كان إسكافى فسمعان الخراز أو الإسكافى كان يعمل بإصلاح الأحذيه ويبدو أن الإلهام يأتينا من الأحذيه

يبدو أن الحذاء لم يعد فقط فى أيدينا بل قفز إلى رؤوسنا وسكن بها منذ أن استعمل لقتل ملكتنا شجرة الدر

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	أكوام الأحذية على جسر الأئمة تاج على رأس عمر موسى وأعوانه	زمان	1	605	09-02-2005, 11:01 AM آخر رد: زمان